قصيدة أبحري على كفي ... بقلم الشاعر القدير محمد جعيجع

أبحري ... على كفّي: 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
أمّاهُ يا مهجةَ الروحِ الوَرى لاموا ... في من هيامي وحبّي غبطةً هاموا 
هذي مراكبُ بحري منك خاوية ... والمَوجُ صار عُبابًا فيه إظلامُ 
والريحُ تعبثُ هَوجاءً بأشرعتي ... والشوقُ ثارَ لهيبًا منه إيلامُ 
أجالسُ البحرَ دَومًا شاكيًا ألمًا ... فيه المُنى زفراتي بالأسى قاموا 
أشكيه من كدرٍ بالقلبِ مَوضعُهُ ... في حرقةٍ جمراتي منه ما ناموا 
أشكيه والصدفاتُ الشاهداتُ تُعزْ ... زِني مؤانِسَةً روحي المَنى سامُ 
مدٌّ بجزرٍ بقلبي لَوعةٌ لفرا ... قٍ زادني رهقًا يسقيهِ إخصامُ 
أمّي الّتي من رضاها هزّني فَرحٌ ... من قربها عمّني فضلٌ وإنعامُ 
أمّي الّتي من ضياها ضاء لي قبسٌ ... من شمسها فضوى نجمٌ وأجرامُ 
أمّي الّتي من حنانٍ فاضَ في صغري ... حَباهُ في كبري عامٌ وأعوامُ 
قد راقني عطفها شبلًا وشيخَ شبا ... بٍ بالدُّنا ومضى يومٌ وأيّامُ 
والآن قد أخذَ اليَمُّ الهَوى رصدًا ... والمَوتُ ما له تأخيرٌ وإقدامُ 
أمّي الّتي لامني في حزنها حسدٌ ... من مَوتها مسّني كربٌ وأسقامُ 
قالوا: كفى منك أحزانًا فقلت لهم: ... بثّي وحزني حديثٌ دهرُهُ عامُ 
أشكي إلى الله صبري لا يفارقني ... للصبر حرٌّ كما للنارِ إضرامُ 
أمّي ومَن غيرُها حُزْني يليقُ بها ...  في فقدها من ذوي الآلامِ آلامُ 
بعضُ الملامِ من القومِ الألى حسدوا ... يعقوبَ في يوسفَ الصدّيق إيلامُ 
حتّى وإن لامني قومي على حَزَني ... إنّي عليه وإن لاموا لمِقدامُ 
تزورني بالليالي روحُها حلمًا ... وطيفها بالأسى لي منه إكرامُ 
والضيفُ من وسعٍ قد عادني كرمًا ... والوَجدُ قد هَدَّهُ شَوقٌ وإفعامُ 
فأبحري وعلى كفّي مُنى كَفَني ... والرّمسُ لي سكنٌ ينعاهُ إتمامُ 
أفديك نفسي وربعي والوَرى بدلًا ... عن مَوتكم والمَنى خالٌ وأعمامُ 
من لي بوصلٍ بغير الطيف منك رؤًى ... والوصلُ في نَومتي ترعاهُ أحلامُ 
إن قلتُ أبقى بنومي حالمًا أبدًا ... أمسي وحلمي هَما تحويه أوهامُ 
والنَّحْبُ من أجَلٍ فيه استحال إلى ... الدنيا رجوعُك بعد المَوتِ إيهامُ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
محمد جعيجع من الجزائر – 04 نوفمبر 2021

تعليقات

إرسال تعليق