زيف الأقنعة للشاعر// علي محمد الفريحات

 زَيْــفٌ وأقْــنِــعَــةٌ

أرى لـلــــورد أغـــصــانـــًا وتِـيـجـــانـــا

ومـا فـي الــورد ذاك الـعِـشـــقُ إذْ كــانــا

وكــــان الـعــطـــرُ، أنــســــامٌ تُـعَــلِّـلُــــهُ

وإنْ نَــطَـقَــتْ بِـــهِ الأَنـــســامُ أذْكــــانـــا

فـــإذْ بـالـــوردِ دون الــشَّــوقِ نَــلـثُــمُـــهُ

نَـمــا بِــخَـــديْـــعَــةٍ أروى فــأشْـجـــانــــا

تَــهــــيــجُ غُـصُــونُــهُ زُهْــرًا عـلـى أرَجٍ

وتـحــتَ الـغُــصــنِ بَــأسٌ فـيـهِ بَــلــوانــا

كـــأنَّ جُـــذورَهُ تَــمــتــــدُّ فــي عَــطَــــنٍ

ويُــخْــفِــيْ ذاكَ مَـــــوتُـــورًا وجَــــذْلانــا

بِـأقْــنِــعَــةٍ يَـــمُـــوجُ الـنـــاسُ تَــــوريَـــةً

وتَــدلــيْــســـًا وكـــان الأمــــرُ سِــيَّـــانــا

وغِــيْـــدُ الـقــومِ أصـنــامٌ ( مُـمَـكْـيَـجـةٌ )

ولِـلـمــوضـــاتِ قـــد أذعَــنْـنَ إذعـــانــــا

بَــنُــوْنـــا فــي سَــــراويْـــلٍ مُــخَــرَّقــــةٍ

وتَـحـسَــبُ قــاضِـمَ الـسِّـروالِ جُـــرذانـــا

قَــوازِعُ شَـعــرِهِــمْ فـالرَّأسُ مـُــنْــتَــفِــشٌ

ورُبَّ جَــــدائِـــلٍ زادتْــــــهُ نُــكْـــرانـــــا

ســألــتُ مُـــرُوءَةَ الأجْــدادِ عَـن نَــسَـــبٍ

لـهُــمْ قــالــتْ أجـــــادُوا فِـــيَّ خِــــذلانـــا

أوردٌ والــدِّمــا تَـجــريْ، فـيــشــربُـهــا؟!

ويــمـــلأُ قُــدسَـــنــا والــــدَّارَ أحــزانـــــا

أعِــطــرٌ والـطُّــفــولـةُ لـسـتَ تَــرمُـقُــهـا

بِـبَــيْـــتِ الــعُـــرْبِ ألــعــابـــًا وألــوانـــا

أيَــبْــسِــمُ زَهــرُ شُـــرْفَــتِــنـــا لِأنــســــامٍ

طَــغَــتْـهــا الـحَــربُ أسـقــامــًا وأَدخــانـا

هَــبــوبُ الــفِــكْـــرِ يَــلـفَــحُـنــا بِـأريــاحٍ

بـهــا قَــــرٌّ وفــيــهـــا الــحَـــرُّ أحــيــانــا

ثــقــافــتُــنـــــا مُــسَــمَّــمَـــةُ بِــــأقــــــلامٍ

يَــمــوجُ قَــريْـضُـهـا وَقْـصــًا وإِخْــبــانــا

هــنـاك زُحُـــوفُ مَـن سَـبَـقُــوا مَــآثِـرَنــا

وســاقُــونــا إلـى الأشــتــاتِ قِــطــعــانــا

مـعَ الـجَــوَّالِ صِـرنـا تـحـتَ مِـجـهَـرِهِــمْ

فـلا يَـخــفـى بـنــا مـــا كــــان يـخــفــانــا

مـتى سـيـحــلُّ بـعــدَ الــزَّيْــفِ جَـوهَـرُنـا

وحَـــقٌ ضــاعَ لِـلأهـــلـــيْــنَ أزمــانــــا؟

وكَــيْــفَ تَــــزولُ أقــنِـعَــةٌ تَــخَــذْنـــاهــا

وصَــدَّقــنــا بـهــا زُورًا وبُـــهــتــــانــــا؟

إذا شِـــئــنــــا يــشـــــاءُ اللهُ أوْبَــتَــــنـــــا

وإنْ نَــنْــــسَ فـــــإنَّ اللهَ يَــنـــســـــانــــــا

حُــقُـــوقُ الـنّــاسِ لـو شِــئــنــا نُـحـقِّـقُـهـا

وكـان الـنّـاسُ تـحـــتَ الـعَـــدلِ إخــوانـــا

بـذاك الــوردُ يَـسـقِـي الـشِّـعــرَ بَـسـمَـتَــهُ

فــنَــعـــزِفُــهُ بِـكُــلِّ الــشَّــوقِ ألــحــــانــا

علي محمد الفريحات – 9/9/2021م

تعليقات

  1. تحياتي لإدارة المجلة وشكرا على التوثيق والنشر وحسن التقييم. ودمتم بخير.

    ردحذف

إرسال تعليق