هؤلاء آبائي بقلم/حسين كرار

 . هَؤُلَاء آبَائِي . . . . . . . . . . 

الْأَمِيرُ مِنْ مُعَسْكَر نُقَلِّدُه***شَرَفَ الْمَنْظُومَةِ وَالْإِهْدَاء 

أِنََّ عَبْدَ الْقَادِرِ سَيِّدُ عَصْرِنَا ***والإمامُ وَشَيْخُ الْفُقَهَاء 

جَاهَد فِرَنْسَا وَالْكُلّ يَعْرِفُه***وَقَادَ بِنَفْسِه ثَوْرَة الشُّرَفَاء 

لَهُ كُتُبٌ وَرَسَائِلَ أَلَّفَهَا***مِنْ بَيْنَهَا فَضْلُ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءَ 

وَالْمِقْرَاضُ جَامِعُ مَا يُلَخِّصُهُ ***من فَلْسَفَة الْحَيَاة لَدَى الْقُرَّاء 

وَرَسَائِل جَمَعْت مِنْ مَكَارِمِهِ ***وَأُخْرَى أَسَالَت لُعَاب الْأَعْدَاء 

أَضَاعَت السِّنِينُ بَعْضَ مَا أَلَّفَهُ***وَأَبْقَتْ عَلَى أَقْوَالٍ وَآرَاء 

لَا تَأْخُذَنّ بِقَوْلِ مَنْ أَرَّخَهُ***ضُعْفُ الْأَمِير بِاسْتِسْلَامِّ وَادِّعَاء 

فَلَيْس الَّذِي عَاشَ فِي عَصْرِهِ***بِأَجْهَلَ مِنَّا فِي دَفْعِ الْبَلَاءِ 

لَمْ يَكُنْ ضُعْفًا كَمَا تَخَيَّلْتَهُ***بل مُعَاهَدَة صَلَحِّ لِحَقْنِ الدِّمَاء 

وَطَبْعُ الْمُصْلِح أَبْدَتْهُ مَوَاقِفُهُ***في الشَّام كَانَ رَجُلَ الْإِطْفَاء 

تَارِيخ فِتْنَةٌ أَرَّخَهَا الزَمَانُ***وَالْتَزَمَ النَّاسُ بِعَدَم الِاعْتِدَاء 

وَارْجَعَ اُلنَّاسُ صَلَاحَ حَالِهِمْ***لابن الجَزَائِر وَإِمَامُ الْأُمَرَاء 

وَمِثْلُه النَّاصِرِيُ بِعِلْمِه شَرَّفَهَا ***وَذِكْرُهُ ذَاع بَيْنَ الخُطَبَاءِ 

هُوَ الْمُعْلِمُ لِلْعِلْم وَنَاشرُهُ***وهو الْإِمَامُ الْمُوَحِّد لِلْفُرَقَاء 

هُو الْحَافِظ وَالشَّيْخ وَالْمُجَاهِد ***وهو الْعَلَّامَة أَدِيبٌ الْخُطَبَاء 

مَنْ ذَا يَجْهَل أُبَيٍّ رَأْسُ بَيْنَنَا ***وهو الْمُخَالِف لِلْبِدَع وَالِافْتِرَاء 

هُوَ الْجَامِعُ لِلْفَضَائِل كُلُّهَا ***وهو الْمُحَقِّق وَرِيثُ الْأَنْبِيَاء 

يَعْرِفُه الْعُلَمَاءُ فِي عَصْرِهِ ***بأنه المُثَابِرُ لِلْحَقّ بِلَا اِلْتِوَاء 

سَافَر للغرب وَالشّرْق معا***وَارْتَوى مَنْ عَلِمَ الْعُظَمَاء 

لَه إِسْهَامَاتُّ فِي الْعُلُومِ نظَّمَهَا***في التَارِيحِ وَالْحَدِيث وَالْإِفْتَاء 

و فِي النَّحْوِ وَالْبَيَان كِتُبَّ***مابين نُظْمِّ وَتَفْسِير لِلْعُلَمَاء 

وَفِي الْفِقْهِ وَالْقُرْآن أَلْف كُتُبًا ***هي الدُّرّ الْمُرَصَّع لِلْأَصْفِيَاء 

جَاوَزَ التِّسْعِينَ حَوْلًا مُدَرِّسَّا***ومات مَحْمُودًا وَسَط الْأَقْرِبَاء 

مَدْفُونٌ فِي مُعَسْكَرِ وضَرِيحُه***رمز الْتَقَى وَمَنَارَةٌ الْأَوْلِيَاء 

وَقَدْ قَالَ مَنْ خَلَدَ ذِكْرَه***من الْمُعَاصِرِين وَعَامَّة الْقُرَّاء 

بِأَنَّه الْوَحِيدِ مِنْ لَهُ كُتُبٌ ***تَجَاوَزَ عَدَّهَا كَتَب الْأُدَبَاء 

وَمَن الْمُجَاهِدِين مَنْ خَلَّدَهُم ***تاريخ وَطَن خَطِّه بِالدِّمَاء 

قَدَّمُوا النَّفْسَ عَلَى الْعَيْش ذُلَّا***تَحْتَ بَطْش وَقَسْوَة الْأَعْدَاء 

مِنْهُم زِبانَة أَسَد مُعَسْكَرِنَا ***سلِيلُ الْمَجْدَ مِنْ الاوْفِيَاء 

شَهِيدٌ مِقْصَلَة أَبْقَت إِسْمَه***عَلَمَّا يُرَفْرِفُ فَوْق الْأَسْمَاء 

ثَمَنًا قَلَّ مَنْ الشُّعُوب تَدْفَعُه ***فِدَاءا لأوطانها مِن الدُّخَلَاء 

وَمِثْلُهُ مَنْ مَاتَ مُتَوَجِّعًا ***مِنْن جُوع وَصَعْقَّا بالكهرباء 

وَمَنْ عَاشَ مِنْهُمْ لَمْ يَزَلْ ***مَصْدُومَّا يُتَخَيَّل صُنْع الْأَعْدَاء 

يَمُوت ببطئ كُلَّمَا تَذَكَّرَها***سَنَوَاتُ قَتْلِّ وَرُعْبِّ لِلضُّعَفَاء 

فَهَذَا الْحَيِّ الَّذِي نَرَاه وَنَسْمَعُهُ***لهو الْعِزّ لَنَا مِنْ الْقُدَمَاءِ 

سَمِعْت مِنْ مُجَاهِدٍ قَد جَالَسْتُه***بأن مُعَسْكَر تَشَبَّعْت بِالنُّبَلاَء 

فِي مَعْرَكَةِ المَنَاوِرِ هُو يخْبِرُنِيُ***بأن الْجَيْش كَانَ مِنْ الْقُرَّاءِ 

مِنْ حَفَظَهِّ لِلْقُرْآن أَكْثَرُهُم *** وَهَذَا الْعِزّ أَشْعَرَني بِالِارْتِقَاء 

لَم تَحَرَّر الجَزَائِر بِالجَلَسَاتِ***كما يَزْعُم الجبناء مِن الخبثاء 

أَنَّهَا النُّفُوس سَقَت أَرْضَنَا ***وَارْتَوَت مِنْه مُعَسْكَر بِالدِّمَاء 

وَسِنَكْرُوفُ مِن مَطْمُورَأَذْكُرُهُ***ذكر مِن أَذْكُرُ مَنْ النُّبَلَاء 

شَيْخ مَطْمُور وَإِمَامُ مَسْجِدِهَا***والحَافِظ لِلْقُرْآنِ مِنْ النُّجَبَاء 

عَلَّمَ الْقُرْآنَ وَأَحْسَن رَسْمَهُ *** وَأَنَارَ بِحِزْبِهِ مَجَالِس الْفُضَلَاء 

بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ سَاعَتَهَا***سُنَّةَّ أَوْثَقَهَا شَيْخُنَا مِنْ الْقُدَمَاءِ 

هُو الْمُغَسِّلُ لِمَوْتَانَا وقَارِئُهُم***وهو الْمُصْلِحُ لِلْخُصُومِ و الفُرَقَاء 

وَهُو الطَّبِيبُ تُرْجَى صُحْبَتُهُ***وَطِبُهُ دُعَاءٌ لِلْمَرْضَى بِالشِّفَاء 

لَا يُعَابُ فِي ظَاهِرِهِ نَقِيصَةُّ***وَبَاطِنُهُ الْحَبّ يُظْهِرُه بِالدُّعَاء 

فَيَا نَائِمًا تَحْت الْغِطَاء وَتَسْمَعُنَا***هذا اجْتِهَادِيٌّ أَخْلَدَه لِلْزُعَمَاء 

فَعِش دُنْيَاك وَادَّعَوْا بَقَاءَهَا *** وَاطْلُب حُسْنَ الدُّعَاء لِلشُرَفَاء 

. . 

كَلِمَات حُسَيْن كُرّارٌ . . . . . . . . . . . . . الجَزَائِر

تعليقات