ما غركم بالله ... بقلم الشاعر الراقي نعمه العزاوي

ما غرّكم بالله:

قد يُرَى مِن براقعِ المُداهنةِ طفلٌ سَبَُور

ويُشهدُ بأقباءِ المُهادنةِ شخصٌ شَكول

وقد يُرى بأعالِي الجبالِ سُلحفٌ سَيور

ويُشهَد بأخدانِ البَغايا شخصٌ خَجول

إلّا في ((أشداء)) في عرينها أَسدٌ قُسُور

((رحماء)) البين حملة الوجهِ الجذول

ما غرّكم بالله، لِما يُصارُ غيور! 

أ تتركونَ البغاة تسرج بالحقدِ الخيول؟ 

 أما رأيتم طفلًا لما تراخيتُم يثور

سالًّا سيفَ الصِّبا لا يُرى فيهم خُمُول

أَمَا عَرَقَت جِباهٌ لكم بهذا الفُتُور

لا تقولوا رجالٌ موقفٌ بائسٌ خجول

لا جديدَ ففيكُم نَرى للهوانِ مدّ الدّهور

شَابَ رأسُ السّدادِ أضناهُ الجَهول 

كيف للنّضارةِ أن تُرى في عشبٍ صَيور

ويُهجَّرُ الربيعُ قسرًا من زوايا الفُصول

كيف للحياةِ أن تُرهَن برقبةِ إبلٍ جُزُور

وتُسجَنُ الكرامةُ غدرًا في أُتُون السُّفُول.

العراق.

نعمه العزاوي.