أبكي ابي وأوطاني للشاعر المبدع حسام صايل البزور

 شعر: أبـــكـي أبــي... وأوطاني 


صبيحة يوم الأربعاء الحادي عشَرَ من تشرين الأول من العام ٢٠٢٣م، الموافق ل ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٥هـ، وهي صبيحة اليوم الخامس لحرب طوفان الأقصى التي جاءت ردا على انتهاكات العدو التي لا تُطاق لأبسط حقوق الإنسان في العيش... كان موتُ والدي العزيز الذي صارع المرض لتقريب الأربع سنوات أقعدت الصّيّاد والعسكري السابق، وحارس الأحراج الرياضيّ والاجتماعيّ الذي لم يتعود سجن المرض، لا سيما وقد تمّ بترُ ساقه بعد السنة الأولى من المرض. 

وقد كان رحمه الله عاشقا للخيل، واقتناء العربي الأصيل منها، وراميا قنّاصا على مختلف أنواع السلاح، حيث كان جنديا في الجيش العربي الأردني قبل النكسة، حيث كان هو وثلاثة من أشقائه الذين ورثوا هذه الهواية عن والدهم، وهم: تركي ونايف وغالب الذين كانوا من أمهر قَنّاصي وحداتهم العسكرية في الجيش العربي الأردني، وقد أحيل الوالد على التقاعد بسبب مرض في إحدى ساقيه ليتم نقله حارسا للطبيعة والأحراج، وقد استمر في هذه الوظيفة المدنية بعد النكسة وحتى مجيء السلطة الفلسطينية. 

فكانت المصيبةُ اثنتين بفقدان الوالد، وسماع ورؤية مشاهد المجازر بحق المدنيين في غزة خاصة، وباقي عموم فلسطين، وسط صمت عربي رسمي بات مألوفا، ورد شعبي مكبوت ودون الحد الأدنى في بلادنا العربية، وسط تحيز أمريكي بريطاني وفرنسي وألماني وإيطالي وكندي ، وحشد بحري وجوي أمريكي وتهديد لكل من ينجد غزة، مع مطالبة الكيان لسكان شمال ووسط قطاع غزة بالتجمع في الجنوب على الحدود مع مصر،تمهيدا لتهجيرهم،وسط صمت عربي كصمت أهل الكهف ، فكانت هذه الأبيات: 


أبــكـي أبــي أم أنـا أبـكي لأوطـانــي؟ 


ذي نــارُ قـلــبــي وذا هَـمّـي وأحـزانـي


أوّاهُ ما أصـعـبَ الـدُّنـيـا إذا  عَـبَــسَـتْ


أوّاهُ كـم فَـقــدُكُــم قَــد هَـــدَّ أركــانـي؟ 


أبـا حُسـامٍ  سَـتَبكي الـخيلُ فـارسَــهــا 


كـمـا بَـكَـتْ غَـزَّةٌ مِــن خُــنْـثِ عُـربـــانِ 


تَـبـكـي الــبَـنـادِقُ لِـلـرّامـي طَــرائِــدِهــا 


كَــحـُــزنِ غَـــزَّةَ مِـــن جُـــبْــنٍ لأُخـــوانِ 


أوّاهُ يـــا فـــارِسَ الـبــارودِ عـــاشِـــقَـــهُ


كَـــعِـــشْــقِ غَـــــزَّةَ فــي إذلالِ عُــــدوانِ


ويْلي وقَد غَـيَّــبَ الـمَـوتُ الـغَـشُـومُ أَبـي 


ويْـلـي وذا الــوَحـشُ قَــد أدمَى لأوطانـي


تَـــنـْــعــاكَ  جُــرأُةُ  صَــيّــادٍ وَمَــرجَــــلَــةٌ  


بِــحُـــرقَــةٍ مِـــثـــلَ نَــعــيِ الأمِّ  وِلْـــــدانِ 


تَـبـكـيـكَ صَـهْـواتُ خَـيْلٍ  مـاتَ مُـسْـرِجُـها


يَــبــكــي الــرَّصَــاصُ وكَــمْ دَوَّى بِــوِديـانِ؟ 


يَــبــكــيـكَ ( وادٍ لِـشُـــوبــاشٍ) مَــدامِــعُــهُ 


حَـــرَّى تَـــتُــوقُ حَـكــايــا صَــيْــدِ  غِـــزلانِ 


رَحَــلــتَ عَــنّـا  رحــيــلَ الـرّوحِ مَــوْطِــنَـهـا 


وَيـْـــلاهُ مِـــن قَــسْــوَةٍ لِـلــمَــوتِ خِــلّانــي!! 


وَيـْـلاهُ يا أُمَّــتـي والـــمَـــوتُ فــي وطَــنـــي 


قَــد بـــاتَ دَأبــاً وَقَــتْــلُ الـنـاسِ  مَــجّــانـي


الــقَــتْــلُ فــيـــنــا مُــبـــاحٌ مُــنْــذُ  أَزْمِـــنَــةٍ 


أمّــــا إذا جــاءَ رَدٌّ فَـــهْـــوَ  شَـــيْــــطـــانـــي


يـــا قَـــبَّــحَ الــلــهُ  لِــلأََعـــرابِ جــامِـــعَــــةً


بــاتَــتْ مُـــفَـــرِّقَــةً لِــلــشَّــمْـــلِ  والــشّـــانِ


يــا قَـــبَّـــحَ الــلــهُ حُــكّـــامــاً  وَأَنْـــظِـــمَـــةً 


لِــلــذُّلِ  قَــد أَلِـــفَـــتْ  تُــغْــضــي كَــجِـرذانِ 


لِـلــشَّـعـبِ قَــد قَــمَـعَــتْ لِـلـفَـقـرِ قَــد زَرَعَـتْ


لِــلــغَـربِ قَــد عَــبَــدَتْ تَــمــضـي لِــخُـسْـرانِ


فـيهـا قَــواعِــدُ أَمــريــكـــا وقَــد جَــثَــمَـــــتْ


لِــلـخــيــرِ  قَــد سَــرَقَــت تَـحـمــي لِـشَـيـطـانِ


لِـلــقَــتـلِ قَــد سَــكَــتُــوا لِـلـهَــدمِ قَــد قَـبِــلـوا


يَــلــوحُ فــي الأُفْــقِ  تَــهــجـــيــرٌ  لِــبُــلـــدانِ! 


أنــتُــم  فِــلســطــيــنُ صُــنَّــاعٌ  لِــنَـــكــبَـــتِـهـا


ودَمــعَــةِ  الــقُــدسِ  أنـــتُـــم كُـــلُّ  أحـــزانـي


يـا قَــوْمُ هُــبُّـــوا كَـــفـــى بــالــذُّلِّ مَــنْــقَــصَــةً


يَـــكــفـــيــكُـــمُ الــعَــيـــشُ فـــي ذُلٍّ وإذعــــانِ 


الـــلّــهُ أكــــبــــرُ  والإســـــلامُ  مَــــنْــهَـــجُـــنـــا 


لا عـــاشَ  نَـــذلٌ  جَـــثــا خَـــــوفــاً لِــطُــغْــيـانِ


عشرون بيتا / البحر البسيط.

السبت ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٣م

٢٩ ربيع الأول ١٤٤٥هـ

حسام صايل البزور 

رابا / جنين /فلسطين 🇵🇸.

تعليقات