ربما مات الأمل، للديبة المبدعة، آيات عدنان صالحز

 ربما مات الأمل 

     لاحت ظلمات الكون وأُسدلت آفاق السواد على قبة الصخرة على مسرى الهادي، لن أخطَّ دموعا ولا مآسٍ ولن أندد وأبكي مُلكًا مُضاع بل سأغرس فيكم الحلم، حلم أجيال كاملة أبنائي فلذات الإسلام وأكباد الغد.

   أرجوكم  لاتدعوا ماضيكم يَرسمُ حاضركم، واعلموا دائمًا ستشرقُ شمسُ أملٍ جديدٍ وغدٍ وليدٍ وحبر وأقلام و أحرف وصحائف تاريخ مديد بالمجدِ بلا إله إلا الله محمدا رسول الله .

    اعلموا أنَّ التوحيد إن نبضت القلوب به وضخَّت لأعضاء الجسم العربيّ روحها، بثتْ فينا عزًّا وجاهًا وأقصًى حرًّا، وقدسًا متربعة في أكبادنا.

      أحبائي أبنائي( نحن أمة أعزَّها الله بالإسلام فإذا ابتغت العزةَ بغيرهِ أذلها الله) هنا تكمنُ نهاية الحكاية وبديتها، وكلّ خطوط النصر تُحاك أنتم الأمل أنتم آخر سلاح وخط دفاع عن فتات أمتنا كنت دائما المغيث عندما تذوب شمعة الإسلام وتُقهر عظامنا  يأتي من رحم أرضكم مُنجد وعتيد.


     غرقت بغداد سابقًا بحبرها وسيوف هولاكو، فوثبتْ خيول قطز وبيبرس حفرَ شرف انتصار ونصر التقطوا رايات الإسلام وهي تُنازع الرمق الأخير؛ ليصدحوا بها عاليًا ويزرعوها في فيافي الأرض، كُسِرَت مرارًا أمتنا وأجهضت أقوام؛ ليأتي مجددًا صلاح الدين ونور الدين ومحمد الفاتح.

   والله ستلدُ نساؤنا من جديد وأتمنى أن تكونوا أنتم أحفاد خالد وأبو عبيدة وجيل اليرموك ومؤتة والقادسية والحلم الإسلامي.

  لأنهم يقولون أنك سترحل ستذهب ستغدو ذكرى وتغمض آخر جفن عربي ويقولون أنهم حيارى يائسون أقسم لك أننا نكذب وأننا أحقر من أن نحزن كلنا كاذبون أصوات ومزامير جوفاء تجاملك على محطات التلفاز وترجوك أن تكف حسرات ودمع وعتاب.

    فقط ارحلْ اذهبْ بصمت وعانق أحفاد القردة، فنحن أشباح أوهام ماعاد لها وجود أصارحكَ أقصانا كلنا نعلم المؤامرة ونعلم أنك راحل لأحضان الموت بل نحن من تآمرنا مع الموت وهمسنا له سرًّا خدْ واسلبْ واغتصبْ ونجسْ واحرقْ، ونحن نعلم والعالم يعلمُ أننا من قَبضَ ثمن الجواري العربية التي تُساق تباعًا لحِضن الروم وكسرى، والغريب نَسوق السبايا لهم مجانًا، ما هذا الكرم ؟ تاريخ (حاتم )فينا انكسر ما هذا الكرم؟ 

   خذها بدمٍ باردٍ فلن يستيقظَ على سرقاتك أحد، خذها فما عاد لدينا رجال وماعاد لدينا شرف، خذها بهدوء ولا توقظ فينا أحد، كممْ فمها وأنت تزيل عنها آخر حجاب لا نريدُ سماع أنّات المطر كممْ روحها وعواصم الإسلام كممْ شمس الوطن، واعذرني كنت في بداية مقالتي ازرعْ الأمل، فجاءني الأمل مُغتصبًا مشنوقًا على منابر الحاكم والحكم.

بقلم : آيات عدنان صلاح

تعليقات