مُعلِّمُ النشء
...................
قُم للمُعلِّمِ طَوعًا والتَزِم أَدَبا...
إنَّ المُعلِّمَ أخلاقٌ عَلَت سُحُبا
واستَعلِ مَن مَلَأَ الدنيا بحِكمَتِهِ ...
واستَعلِ مَن نَوَّرَ الدنيا بما وَهَبا
وسائِلِ العَقلَ مَن بالروحِ طَبَّبَهُ ...
واسأل جِراحَكَ كم من مَرهَمٍ سَكبا
وسائِلِ الحَرفَ مَن بالحَلقِ صَحَّحَهُ ...
واسأل لِسانَكَ عن نُطقٍ وما كَسَبا
مَن غَيرُهُ في الدنيا عن طَواعِيَةٍ ...
يُهدي لك العِلمَ والأخلاقَ والأَدَبا
والوَقتَ والجُهدَ والأموالَ منه رِضًى ...
ودونَ أن تَبتَغي أو تَرتَجي طَلَبا؟
مَن في الورى غَيرُهُ يُعطيكَ صِحَّتَهُ ...
من بعدِ أُمٍّ..أَبٍ فَضلٌ هَوى التَّعَبا؟
يَبيتُ لَيلَتَهُ والرِّمشُ في سَهَرٍ ...
مُقَلِّبًا صَفَحاتٍ يَقرَأُ الكُتُبا
يُحَضِّرُ الدَّرسَ تَسهيلًا ليَومِ غَدٍ ...
والنَّومُ قِسطٌ يَسيرٌ ما اشتَكى لَغَبا
فَتيلُ شَمعَتِهِ بالنارِ مُحتَرِقٌ ...
يَضوي دُروبَ المُنى والجَهلُ قد صُلِبا
بالعِلمِ مِقصَلَةُ الأَسقامِ قد نُصِبَت ...
تَهوي على كُلِّ رأسٍ يَنفُثُ العَطَبا
نُورٌ تَكَشَّفَ من فَوقِ الغَمامِ بَري ...
قُهُ ليَطرُدَ دَيجورًا حَوى الوَصَبا
غَيثٌ تَجَلَّى من خَلفِ السحابِ بمُزْ ...
نِهِ يَروي جَفافًا اِرتَجى صَبَبا
وكُلُّ طِفلٍ تَرَجَّى في سَريرَتِهِ ...
مُستَقبَلًا زاهِرًا إن جاءَ أو ذَهَبا
فبالمُعَلِّمِ يَمشي في الطريقِ إلى ...
مُستَقبَلٍ واعِدٍ من فَضلِهِ حَلَبا
لا تَنسَ أن تَذكُرَ الأَفضالَ عن كَثَبٍ ...
مُعَلِّمًا أو وَكيعًا ذاكِرًا رُطَبا
......................
محمد جعيجع من الجزائر. 2023/10/05
تعليقات
إرسال تعليق