جـنـيـة فـي قـمـقـم
كان قدرا مسطورا .. من زمـان
في سجل إلـه غـني عن الـبيـان
فأنـا عبدةٌ للـحب الذي نـصبـكَ
ملكًا لقلبي تأمر وتنهي كَسُلطان
فلـطـالـمـا .. كـنـتُ أكـتـبُ لـكَ ..
رسائـلـي عَلـىٰ رمـال الشطـآن !
تُرى أكان الموج .. يحملهـا لكَ؟
أم يَمحوها في غمرة النسيـان؟
فكـلّ قـطـرة مـوج .. تـحـمــل
وشوشاتٍ .. لـعرائس الـمرجـان
أم تــرىٰ .. أن الـمـوج غــادَرَ
والـنوارسُ تـَخلَّت عن الـمكـان؟
فَـغَدوتُ كجنيـةٍ فـي قـمـقـمٍ
ملقاة بالبحر أجوبهَ عبر الزمـان
وأبقىٰ هٰكذا حبيسةَ زجاجـةٍ
ليجدني صياد يطلقني كالدخان
فـأغـدو أسيـرة لَـديـهِ أخـدم
في قصره كجارية بين الحسان
آه لو تـطلقني أنـت .. فأغدو
جاريتك أغمرك بالحب والأمـان
وتـعـود أيام الهوىٰ فنتساقاهُ
كـؤوسا فـي كـلِّ زمـان ومـكـان
فأنا قد نذرت نـفسي لحبـك
كنذور توفى في أجلها للرحمن
محي الدين الحريري
تعليقات
إرسال تعليق