وعد السماء
شهيدٌ عنيدٌ بلونِ الدماءْ // يُباهي البرايا بوعدِ السَّماءْ
فلمْ يقبلِ الخوفَ عيشَ الذليلْ // ونهشَ الترابِ ووأْدَ العَلاءْ
وأن يحتسي مِنْ هوانِ الضعيفْ // لأجلِ الرغيفِ بوهمِ البقاءْ
فأينَ الوجودُ وأين الجدودْ // وأين الكتابُ الذي لا يُساءْ
ومجدٌ تَرَبَّى بصخرِ الجبالْ // وسيفِ النِّزالِ الشديدِ الوفاءْ
شبابٌ بعُمْرِ الورودِ تجودْ // بصافي الدماءِ وطُهرٍ نقاءْ
تعالتْ على الوَهْمِ حُبِّ الحياةْ // وقامتْ إلى الحقِّ تُعلي اللواءْ
وكم من عذاباتِها قد تدوسْ // وتروي الفؤوسَ رحيق النماءْ
فتحيا الزهورُ التي في النُّفوسْ // ويحلو العبير الذي كالرجاءْ
فأرضي كفردوسها والعُروشْ // وهذي النقوشُ التي في الفضاءْ
تحبُّ الترابَ فتأوي إليهْ // تذوبُ اشتياقاً للحنِ البقاءْ
وشدوِ الطيورِ التي في الجِنانْ // وشهدٍ وما لا يطيقُ الثَّراءْ
شحدة خليل العالول
تعليقات
إرسال تعليق