زمن الزوبعة ... بقلم الشاعر الراقي هادي صابر عبيد

زمن الزوُبعة 
هادي صابر عبيد 
.
الزوبعة كُلُ رخيصٍ تحمِلُ 
تعلو بهِ ثُم تُردي بهِ الأسفلُ
.
زمنٌ يحكمهُ كُلُ رذيلٌ أهبلُ 
العرشُ شيطانٌ والمهابيلِ تحمِلُ 
.
لم تطولُ الزوبعةِ ولها أجلٌ 
فرعون قد قضى ولكُم فيهِ مَثَلٌ
.
قومي من بدل تاريخهُ بالمُستقبلُ 
مُستقبل فرعون لكُم ولإحفادكُم عِللُ 
.
أدنى بالحصيف وكُل ذو جاهٍ وجللُ 
وأعلى بالصِغارِ لِعرشهُ يحمِلُ 
لا أخاف الموت وإني لهُ نُزُلُ
إن مُتُ على فراشي أم مُقتلُ 
.
حُكام كُلُنا أمواتٌ والموتُ مؤجلُ  
 الموتُ وتارك الجاهِ ذُلٍ بعد الجللُ 
.
حاكِم الشامِ عُذراً لست بحاكِمٍ عادلٌ 
كسُم الأفاعي اللحم عن العِظام تنسُلُ  
.
على أفعالكُم ليس للشعبِ حُجةً ودليلٌ 
كالقتيلِ بعد الموتَ لا يُسألُ عن القاتِلُ 
.
الثيابُ اهترأت وتحتها الجسدُ ينسَلُ 
وعن الفُقر والظُلم الرعيةُ من تسألُ 
.
باتت سرِقةَ لُقمة عيشُنا عليكُم مُحللُ 
وإذا لم تكُن السارِقَ فأنت المُسألُ 
.
ليتَ بالغمامة عن العيون بيننا تزولُ  
حتى نراك وترانا دون وسيطٍ ومُرسلُ 
.
إذا أتت رياحُ الشامِ نظِنُها فرجٌ مُرسلُ 
رائِحة القرارات الفُل والياسمين والقُرُنفُلُ 
.
وإذا بِها إعصارٌ ريحُ صرصرِ ينزُلُ 
غلاءٌ يُطارِدُنا أنهك الروح الفؤاد والمُقلُ 
.
بِتنا كالسكارا على الدروبِ نتمايلُ 
والموالينَ على سرِقتِنا بأسمِكُم تُهللُ 
.
لا يُطيقُ أحدكُم سيرة الموتِ مُرتحلُ 
تسيرون وكأنكُم خالدينُ دون عجلُ 
.
على حُطام الدُنيا تتسابقونَ قِتالٌ 
تنظرونَ للسماء علها تُمطِرُ مالٌ 
.
لا عتب على موالين عقولهُم خبلُ 
العتبُ على من بيدهُ الظُلمُ والعدلُ 
.
لم يبقى لنا في الدُنيا من شمائلُ 
رحل الصبر مع أيوب والأملُ 
.
هادي صابر عبيد 
سوريا / السويداء 
.

تعليقات