(ياسيّدي الله )
مدٌّ وجزرٌ وذو الأحلامِ موعودُ
بالقول :ِ هوّنْ فربُّ الخلقِ موجودُ
ويصدقُ القولُ في قصدِ الوجودِ و إنْ
خابَ الرجاءُ فباب الله موصودُ
تعجّبَ الحلمُ من تصبارِ حالمهِ
كأنّما بامتشاقِ الصبرِ نمرودُ
يُلبّسُ اليأسَ من شُقرِ الرؤى حللاً
من المُنى في مدىً آفاقُهُ سودُ
يشتدُّ رِزءٌ فتشتدُّ الحياةُ به
وكلُّ رِزءٍ بِقاعِ الصدرِ ملحودُ
إسفنجةٌ تشربُ الآلام صامتةً
أيّوبُ عند وِعابِ الهمِّ رعديدُ
ياسيّدي الله إفتحْ بابَ مرحمةٍ
فالمرءُ عبدٌ وأنتَ الدهرَ معبودُ
في سوريانا طمى حزنٌ ومظلمةٌ
من هولِ ما أسلفا ينهارُ جلمودُ..!!
داوِ كلومَ صدورٍ كلّما سعلتْ
يدمى مع السعلةِ الصمّاءِ مفؤودُ
ياسيّدي نحنُ نُزّاحٌ بموطننا
قد استباحَ حُميّانا الأباعيدُ
بكَ العياذُ على ذنبٍ ومعصيةٍ
وأنتَ ربٌّ ومن أقصيتَ محدودُ
كفاكَ صمتاً وأنشدْ في مسامعنا
أنشودةَ الخلقِ يُكسي عريَهُ العودُ
لاتقسُ دهراً على شعبٍ تؤدّبُهُ
ومنه أنتَ إلى الأدهارِ محمودُ
يلوذُ بالظِلّةِ السمحاءِ مُلتجِئاً
شعبٌ من الضرِّ و الإفلاسِ مجهودُ
من نُعمَياتِكَ تهمي كلُّ مُرعِفَةٍ
على اليباسِ وتروي غِلَّها البيدُ
ومن نداكَ اكتسى روضٌ بِحلّتِهِ
وأورقَ الكرمُ واشقرّتْ عناقيدُ
كنوزُكَ الغرُّ للدنيا تبدّدُها
والكلُّ من مِلءِ فيضِ الفضلِ مرفودُ
أعِدْ لسوريّتي ياربُّ رونقها
إلى بنانِكَ تنصاعُ المقاليدُ
جدّدْ لإنسانها المنكوبِ نهضتَهُ
من بعدما طوّحتْ فيه التقاليدُ
واحنُ على أهلِها واجبرْ خواطرهمْ
أنتَ الرحيمُ وهم قومٌ أجاويدُ
نقِّ الضمائرَ من حيفٍ أضرَّ بها
واغسلْ قلوباً بها من جهلِها كيدُ
فرُبَّ يلتامُ كسرٌ بعدما عصفتْ
بنا الرياحُ وسامتنا الأخاديدُ
شعر: بسام الأسبر 18/1/2023
تعليقات
إرسال تعليق