توارثت المشيب
****************
النسيم هبت رياحه داعبت أفنان الصبا فتساقط ثمار الهوى أحمالا
مرّت بخطى الزهو المتنعم تتمايل فوطئت أقدامها عنفواني فتعالى
الدجى بانت بين صفحاته أنوارا ملئت الدنيا افراحا وجددت الآمالا
حيائها ترك الندى على الأوراق خَجِلاً يحمل قداسة كلها هيبة وجلالا
توارثت المشيب قبل اوانه وبت مسلوب القوى وزادني الوجد اعتلالا
عطَفت ريم ميساء عليَّ فلمحت طيفها وصرت مسجى أعاني الاهوالا
راهبة الهوى ارفقي حين تتهادين الا تخشين الله وانت تقدمين الآجالا
ان مرت على مركل الحيارى تباشرت سجاياهم بفرح وانا كان محالا
قفراء دوحة الروح ان بَعدَتْ وخطب النوى جلل البسني للذل أسمالا
خلت ديار لقيانا من وصالنا ولم يبق غير الذكرى وطيف زاهد وخيالا
أحمل وزر ذنوب العباد كلهم ان نسيت طيفك يا من ملكت كل الجمالا
تصبو النواظر للدروب بلهفة فأبصرت قحط عواطفك وما لاح لي
الهلالا
أطوف على ربى الخيال وقد وشى بنا العاذل وزاد على ذاك جدالا
ها قد زعمت روحي كذبا إنها تحتمل النوى لكن الهوى للفتى قتالا
انعى الوصال بعين منهمرة بالأسى وجسد طريح يشكو قرب الترحالا
ما راعني طعن القنا ووجهي باسم واستحملت قيود الغرام والاغلالا
أمشي مكابرا كي اغيض شامتي وانا اخفي عن عيونه داءا عضالا
قتل الله صدك ما أشد قساوته حين يرقص طربا على رفات الاطلالا
أستعين بالصبر على جورك فما نيل رضاك بعد هجرك قريب المنالا
بقلمي....محمدالباشا/العراق
مركل = طريق
طليح = هزيل
تعليقات
إرسال تعليق