تلك الأزقة ... بقلم الشاعر الراقي حسين صالح الجميلي

... ( تلك الأزقة)....
*****
تلك الأزقة أمتدت
كالشرايين
فيها زقاقي
كالابهر. 
تجري بها الروح
كما وامتدت بيوتها
لنهر.
عذب كأنه يقول 
لك سرا وأمنية واقعة
كالقدر. 
تكتب الضفاف أسماء من عاشوا
ومن رحلوا
ويحفظ الموج من قصر
أو أطال في
النظر. 
يحمل وجهتي الصيف
والظلال ويفقد جولتي
تساقط المطر.
وينقلب العسس ليلا إلى ضيوف
عشاء فاخر 
وسمر. 
ويدخلني الطيف في المقاهي والمجالس
وان كنت في
ندر.
يسابقني وأد الفؤاد أذ حن
وينتهي عند ابتعادي
كفقدان أثر. 
وأحمل طاقتي نبراس أسى
يتوارى كأنه لم يغب يوما
وليس في هجر. 
تهالكت وهي تخرج الحياة
كأن الشمس لا تشرق إلا فيها
كأن ليس لغير ليلها
من قمر.
كالشهد تقربه الشفاه
كالماء تحمله القلال
كتميمة من
سحر.
كرقيم تسجع من عصور
وقربان عروس
ككل الاغاني والمقامات
كخالدة في دخان 
وسهر. 
كعنفوان هذا المدى
كالصدى حين ينقل الشفاه
إلى الروح
كالطوفان
كأسرار كل
بحر.
تبدأ الخطى حافية فيها
وتنتهي وقد ملكت كل
الدهر. 
حسين صالح الجميلي.

تعليقات