وترجل الفارس ... بقلم الشاعر الراقي صخر محمد حسين

وترجَّلَ الفارس

سلامٌ عليك سلامٌ سلام 
سلامٌ عليك أُيها القمر البهي 
سلامٌ عليك أُيها الأسد الأبي
سلامٌ عليك يا فارس الأقصى 
سلامٌ عليك أُيها المغوار يا عُدي
سلامٌ  عليك في شعفاط أرعبتهم
سلام عليك في معاليه أدوميم باغتهم واشتبكت معهم بعزم وإصرار مُقبلاً غير مُدبر 
فسلامٌ عليك يوم ولدت ويوم اشتبكت ويوم ارتقيت شهيداً
وترجلت أيها الفارس المغوار لترتقي إلى العُلى ففتحت سماء فلسطين أبوابها مستقبلة صعود روحك الطاهرة لتنضم إلى رفاقك الشهداء الذين سبقوك 
وتهللت مُدن فلسطين وقراها وجبالها وسهولها صادحة الله أكبر ، الله أكبر 
لك الله أُيها البطل العظيم يا من واجهت جراذين الصهاينة بعزيمة وقوة وجعلتهم يتخبطون رُعباً في ضربتك الأولى ، ويُجنُّ جنونهم باحثين عنك دون جدوى ، لكي تعود لهم كطائر الفينيق الفلسطيني الذي يخرج من تحت الرماد  منتفضاً ومتجدداً ، وتواجههم بعزيمة الأبطال ولا تُدير ظهرك لهم رُغم إصابتك ، وتبقى تُقاتلهم مُقبلاً غير مُدبر ، إلى أن ترتقي شهيداً إلى العلياء عند رفاقك الشهداء ، ونقول كما قال إبراهيم طوقان : 
لا تسل عن سلامته روحهُ فوق راحته      
هو بالباب واقفُ والردى منهُ خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ خجلاً من جراءته
صامتٌ لو تكلما لفظ النار والدما
الله الله عليكم يا أبناء فلسطين الجبابرة ، لكم المجد والعزة والفخار ، أنتم يا من تقدمون أرواحكم رخيصةً فداءاً للأقصى وفلسطين ، فأنتم مدرسة في البطولة والفداء والعزة والكرامة
ورسالتي إلى أمة العرب والإسلام الذين يرون أغلى وأعظم مقدساتهم تُستباح ، ويرون القتل والتدمير وصرخات حرائر فلسطين ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فهم في سباتهم غارقون وأقول ما قاله الشاعر إبراهيم اليازجي :
تنبهوا واستفيقوا أُيها العربُ 
فقد طغى الخطبُ حتى غاصت الرُكب 
الله أكبر ما هذا المنام فقد
شكاكم المهدُ واشتاقتكم التُّربُ
كم تُظلمون ولستم تشتكون وكم 
تُستغضبون فلا يبدو لكم غضبُ
ألفتم الهون حتى صار عندكم طبعاً 
وبعض طباع المرء مُكتسبُ
فشمِّروا وانهضوا للأمر وابتدروا 
من دهركم فُرصةً ضنَّت بها الحقبُ
سلامٌ لروحك الطاهرة أيها البطل الشهيد المقدام عدي وسلام لأرواح رفاقك الذين سبقوك إلى الشهادة، وسلامٌ لأرواح شهداء فلسطين جميعاً ، ولكل من قدم روحه من أجل الأقصى وفلسطين 
رحم الله الشهداء جميعاً والقافلة تسير حتى تحرير فلسطين من شراذم الصهاينة ، قال تعالى: { ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون }     

صخر محمد حسين العزة 
عمان - الأردن 
  20/10/2022

تعليقات