قصيدة/ أنت البعيد
.
.
ما كنت تحبه..
شئت، أحبه...
مطر الشتاء
ولعبة السفر.
عصيان أمر لم يكن يروقني
ووفاء دين للصحاب وقت شدة،
عصفور على غصن شجرة
كنت أهشه
لأراني بجناحيه حرًا،
وردة مهملة في عيون المارة
أحتضنها بشغف عاشق لك،
كل ما كنت تحبه،
شئت أحبه،
حتى أتاك الهجر
والنوارس غائبة
فضللت وحدك المسار
أغلقت قلبك بالظلام
وضيعت الشوارع،
فسعيت بين صفائك،
أطرق كل باب..
لعل الشوق ينتفض فيك
ككل ثورات البعاد
لكن وجدك قد انجرف
بمعاول التنقيب عن وحي جديد.
...................
كل ما كنت تحبه،
مازلت أحبه..
محطة الباص القديمة
وموسيقى الشجن
ضحكة الأطفال
وعقم الفرح
وسط المدينة
وقلبها المزدحم
بائع الحمص
والكورنيش المهدم
قلعة قيتباي
وعمري المحاصر فيك
رقصاتك فوق أصابع قدمي
وأنا الممزقة أطرافي
مابين سطح بيتك
وعشك الجديد.
.............
كل ما كنت تحبه،
أعيد بريقه كل يوم لأني
أحبه
بصورتك القديمة
واتجاه سفرنا،
نظرتك الشريدة
و قبلتي الضجر
ونومتك على سريري
ونومي السهر
................
كل ما كنت تحبه
لا أعرف عنه اليوم شيئا
وأعرفه بحبي الشديد
كوننا ..كنا نحبه،
الآن..
أنت البعيد خلف وحدتك
وستائر اغترابك فيك..
سدت عليك شرفات الحياة
لوّنت كل سمائك بالغيوم
وملأت عالمك الفراغ
بالفراغ
وتركتني
أرسمك شتاء على جدران قلعتي،
مطر شعر..
أحبس عصفوري
داخل قفصي الصدري
وأزرع كل يوم وردة بقصيد
وأقص على المسامع
من وحي روحك
ما تيسر من جفاء.
..........
عصام عبد المحسن
مصر
تعليقات
إرسال تعليق