يا رفيق
بات الطريق
سالكا إلى الجحيم
كل شيء الآن
واضح طبعا،
فتعال يا رفيقي
نحتمي من الضجر
بافتعال العمى.
تعال نتوسد
نمارق الصمم
و من حلمات الصمت
نترضب حليب النسيان،
فقد تعلمنا
كيف نحن إلى أنفسنا
بعد دهر مديد من الترحال.
اه لم نكن
جبناء هكذا
لم نكن سلبيين
إلى هذا الحد
و لا كنا عدميين أبدا،
فقط كنا هنا
و تعلمنا كيف نغيب
لتقتلع عيون اليقين
نغرق في تفكيك
بداهات الذات الفجة
تعلمنا كيف ندخل
غياهبنا السرية
و كيف نكتفي من انفسنا
بالشوق العنيد.
فتعال
لا تقس على الحس
يا رفيقي
سنظل نرفض المديح،
لست في حاجة
إلى أن تقذف قلبي
بشظايا قلبك الأسيان
دع كلا منا
يتعايش مع كائنات
يتمه الخاص
دعه يصفق عند المساء
ابواب قلعته المسكونة بالوجع
و يستعد لليله السرمدي
حيث يشفع
الاكتفاء بالاعتراف
و لا يشفي الانخراط
في ذل النحيب.
يا رفيقي
يكفيك مني أني الشبيه
اتخطى المسافات
بلا وطر
و ليس يقنعني
غير هذآ التماس اللعين
مع خيوط الشك
و هذا التلذذ الصوفي
بمراقصة نفسي
في عيون الآخرين.
يا شبيهي
يكفيني منك انك الرفيق
مثخن، كما أنا،
و جراحك الخبيئة
لا ترعوي عن صراخ
رويدا تعد لك
أكواب الشجى
بعناية خبير
في نسج المهاوي
و من كوة الصحو
يلفحك لهيب الخسارات.
اه اعرفك
نحن سيان
و ها أنت كما أنا
مقدمة للاسى/ قارة
صور بائسة/تاريخ بلا حقيقة
و ايديولوجيا لمزيد
من الضجر.
و ها أنا كما انت
طوفان خيبات
و زاد قليل جدا
من فرح آثم
و لا حظ
حين تقرع الاجراس
و يتنادى القوم بالرحيل.
*- عبد الحليم الحيول
تعليقات
إرسال تعليق