لثمت ثغرها ... بقلم الشاعر الراقي كامل بشتاوي

....لثمت ثغرها........
لثمت رضاب ثغرها
من غير أن يشكو الرضاب
ونثرت بعض مشاعري
والقلب مجروح مصاب
وعبرت ليلاً نهرها
فالنهر لا يرضى الغياب
لثمتها والغيث يبسم ضاحكاً
متحمساً لقبلتي
فالغيم يلثمه السحاب
وعبرت أميالاً طوال
ووسادتي كانت تداعب شعرها
فتغار منها لمستي
ويغار من صبري المحال
قَطعتْ وتين مهجتي
وعلى جناح طائرٍ متمردٍ
أرسلت بعض رسائلي
ورحيق ثغري  يرتجي
حضناً وبعضا من وصال
فكيف لي أن أستريح؟
ومراكبي أمست شواطئي غربتي
والشعر بيتي وخيمتي
وسماء غيمتي مطير
قبلتها من جيدها
فتمتم الثغر الندي يشتهي
تحية وقبلة بعد الغياب
يارب موسى والمسيح
جرحي يصيح هل من إياب
هجم المشيب والضباب
واستسلمت للريح
دمعتي وأحلام الشباب
فتمددي فوق الثرى
يا درة الأحلام والخيال
مُرة ٌأحلام بعض العاشقين
مسجونة بين الحقيقة والصدى
مدفونة بين المواجع والأنين
هل ترحلين مع المدى؟
ولماذا سوف ترحلين؟
سأكون عطر شالك لو ترغبين
ابقي  هنا لا ترحلي
يا صوت تغريد الطيور
كيف الوصول لثغرك
والنسر في قفص يدور
كيف أصير عاشقاً
أو بعض عطر في النحور
يا منيتي انت المنا
يا أغلى أنواع العطور
فتنهدي عبق الشذى
لأكون نورك والهدى
وأكون جسرك للإياب
لا تخسريني فإنني
سيف ويخشاه الردى
لا تغدريني لأنني
سطر يقدسه الكتاب
إن رمت يوماً قبلتي
فأنا مقيمُ في السحاب
وأنا أجاور كوكباً
ينصفني في يوم الحساب
فتريثي قبل الرحيل برهة
فأنا رفيق دربك
وأنا شريكك في العذاب
كامل بشتاوي 17/7/202

تعليقات