لي وطن ... بقلم الشاعر الراقي عبد الستار الخديمي

**لي وطن**

لي وطن
أقمته في عينيك
ورائحة القمح تسد مسام جسدي
وكلما فركت أصابعي
خيفة وتوجسا
شكا وترددا 
انهمر المطر في عينيك
يتنهد الحرف كمدا
وتشتعل القصائد
وتنتحر على أعتاب المصائد
قصيدتي فريسة
وأنا فريسة
ووطني أمانة في عينيك
بخيوط الشمس
أحيك ردائي الشتوي
انا أكره الصقيع
وان أكون فردا في القطيع
وأحتفي ببركاتهم
وترهاتهم
وممارسة الرذيلة في الخفاء 
وعلى وجه القمر
أرسم معلقتي الثامنة
وأسترد سوق عكاظ
والمحكم بلحية الحناء
والغناء
حين تسقط السماء
في حجري متيمة بعبق المساء
ما رأيك أن نستظل بآخر وريقة
تصارع للتعلق في وجه الخريف
ترفض السقوط و الانحناء
ما رأيك أن نقيم وليمة
في ديوان كسرى
أو في المكتب البيضاوي للأمم اللامتحدة
ونحتل قسما فيه
لنفرغ من عينيك الوطن
ونتجاوز السخف والوهن
ما رأيك أن نصطاد سمكة جائرة بطرف لسان
ونقيم وليمة احتفاء بجنينك القادم
وأهديك عهدا وصك أمان
أنا سيدتي
رغم القساوة لا أزال إنسان
لي وطن
علمني كيف أشم الزهور دون قطافها
علمني كيف أحب أنثى
وازرع على نهديها نخلتين باسقتين
علمني كيف ارتد إلى نفسي
حين لا أجد نفسي

بقلمي:عبد الستار الخديمي من تونس

تعليقات