رعشة الماضي
محمد أبورزق
سلاما على لحظات اشتقنا لها
غادرتنا ورعشتها لم تزل
يحن لها القلب وتهفو الروح
يرتعش المساء حين يذكرها
ويبكيها الأمس البائد
تمطر السماء وجعا
حين يمر طير الغمام
يحط على شرفة الروح رذاذا
يتوغل في الحلم
يغرق في الثرثرة
بما يشتهي الصدى ترديده من الكلام
تمرّ عصافير المساء تبحث عنا
تسأل شبابيك النوافذ هل رأتنا
هل عدنا وهل فاح العطر والهمس
تتسلل خيوط الشمس إلى المكان
فيشتعل وهج الحزن
وتنتحب الأقبية وكل الأركان
سلاما على أوقات أمضيناها
هي العمر كله وملخص الذكريات
يترجمها دمعي الساخن
وهذا الألم الساري في الوريد
ترخي الذكرى على القلب بظلالها
فتعصف بي إلى الماضي البعيد
وتلبسني حمى الاشتياق
فأرتعد كسعفة هزها الريح
ويرتعش المساء وترتعد خيوط الشمس
وتشدو العصافير أغنية الرحيل
تنعي حكاية انتهت وأسدل عنها الستار
تعليقات
إرسال تعليق