نحاول العبور ... بقلم الشاعر الراقي عصام عبد المحسن

نحاول العبور
والاقتراب من النهاية
وظننا بأنها البعيدة
ننتشل الروح
من أوحال الحاضر
بحبال 
ليست من سجيل
نغتسل
من بئر جاف
كان قديما نهرا
يشرب منه الطير
وكل دواب الأرض
حتى اشتد عليه
صراع الأحفاد
فتزح.... زح
جف
حتى غابت كل منابعه
وأحاطتنا الصحراء
فتجاورنا
بقلوب 
متصلّدة
كجبال راسيات
تلاصقنا
كأحجار الإهرامات
نصنع مجدا زائفا
للأجيال المتعاقبة
نرسم 
وجها آخر
لعبودية هذا الكون
لتاريخ 
يعرف بالثالوث
لا تعرفه
أي معابد 
إذ أن الضلع الأول 
بشر يحكم 
في اللاحكم
بكل الفجُر،
والثاني.....
مسخ 
يشبه ذاك المحكوم عليه
يؤلّه ذاك الحاكم
ويبيع ضمير الله له
ببضعة دراهم
كي يبقي عليه 
فهو الضلع الفائز،
والثالث....
هيكل 
لا عظم فيه
ولا لحم
ينفخ في النار
ليل نهار
كي تنصهر 
حواسنا
وقيود تربطنا 
فنذوب
كخيالات في الظل
ليحكم قبضته علينا
ويسيّرنا
نرعى له الحرث
والغرس
نستجمع له
من النبت شياطين
نطعمها الريح
مكائد
ومصائر
وزنازين
تخمد 
كل الأفكار الموبوءة بالتحرير
أو بخلاص الرب
فيدعو
كل زبانية الأرض
إلى الغوص 
بأنهار
من لذات تشرذمنا
وبحر
من غيبتنا
ويزيدهم المرح
في الصحراء الممتدة
بين قلوبنا
فتظل البوصلة
تشير 
إلى وجهات لا نعرفها
فنتشتت 
لما يزيد على الأربعين
بملايين
من سنوات الضوء...
هذا الضوء المختنق
خلف الثالوث 
وكأنه
أحجية الأهرامات
صنعناها
لبقاء خلايانا متجددة
وكل حواسنا
بلا شك
مضمرة،
أهو العبور
نراه
أم أن الرغبة فينا
أن نَرعى
ونُرعى
كالنعاج التسعة والتسعين،
وصاحبنا
يبحث
بين رماد حريقنا
عن النعجة الباقية
ليختتم
آياته
بصحيفة
معلقة
على بوابة التاريخ
تقول:
 لكل الأجيال
من يؤمن بثالوث الأرض القائم
سيحيا بيننا وهو آمن
ومن يحيا بلا قلب فينا
هو آمن
ومن يقبل بمؤانسة النار
فهو آمن.
..........
عصام عبد المحسن

تعليقات