وعلى الساتر في رمضان .... بقلم الشاعر الراقي علي البدر

"وعلى الساترِ في رمضان يا وطني فاطِر"
علي البدر
هتافٌ، إعلانٌ، صَخَبٌ وبلا حِساب
ينهمِرُ الدولارُ كالمطر
والسكِّينُ على الرِّقاب
نَهبٌ و وتهجيرٌ ونِباحٌ واغتصاب
ويا عجب!
مع الذَّبحِ باسمِ الخالقِ ينادون
والأكبرُ منهم بَراء
حثالى القومِ
من كلِّ حَدَبٍ جاؤا وصَوْب
تربيةُ بوكا * وتلُّ أبيب
والأذنابُ مَزْروعون في وطني الحبيب
بيوتُهم لَهمْ مَأوىً
والشعّبُ الجريحُ
في تَرَقُّبٍ وأملٍ وشَكوى
سنونٌ تمضي ودماءٌ كلَّ يومٍ تَفور
وجاءَت الصَّرخةُ ، جاء النّداءُ
هُبوا يا أحرارَ الشعبِ للفداء
ولأجلكَ ياوطن
ودَّعتُ أُمّي وزوجتي
وإبني نائمٌ تَرَكتُهُ
قبلةً على جَبينهِ طَبَعتُ
وغادرتُ...
وصاحتْ أمّي
إرجع لنا سالمًا. لَمْ يَبقَ لي إلاّ أنتَ
حَبَسَتْ دموعَها
وبيدِها المُتشَنَجِّةِ
مَسكتْ ثوبَها الأسودَ
ومِنْ أجلِ ذكرياتي، ويبقى الأهلُ في بَيتي
خَيَمْتُ على السّاتِرِ
وللعدُوِّ قاهرٌ ناطِر
وَجْهُ اللهِ يِحميني
إيهٍ يا وطنْ. إيهٍ يا عراق
تُحاصِرُكَ الأشواك
يُدَنِّسُ أرضَكَ الغُرَباء
وقومُكَ قتلوا "أمَيمَةَ" أخي
وأنا بالانتظار...
في الليلِ والنهار
وإليكَ يا وطن أكتبُ وصِيَّتي
لا أملُك غيرَ أكياسِ الرّْملِ
وحُبِّ وطنٍ اسمُه العراق
عراقُ يا عراق
بِصحراءٍ أكونُ أو وسطَ أنهارٍ
وشَجَرٍ وعُيونٍ
فأنا..
بِحُبكَ عاشقٌ مَجنون
لكنني خَجِلٌ يا عراق،  بعضُهُم يَجهرون
للدخَلاءِ يُهادِنون
أسودٌ علينا، للأجنبي عَبيد
وأنا هنا على أرضي أكون
وتَمُرُّ السنون، ولابدَّ أن يَثمُرَ الشجر
ويُروي الأرضَ النَهر
وبينَ الحاضرِ والماضي
ينيرُ الأرضَ القمر
ويكبرُ الإنسانُ في هذا الزمان
وأنا على جبلٍ أو في وادٍ أو صحراء
أنتظرُ أحيانًا شَرَبَة ماء
وفي كلِّ رمضان، أبقى أنا
على الحدودِ ساهرًا
وعلى أكياسِ الرّملِ
وحرارةِ الحِصى
على السّاتِر في رمضانَ
يا وطني فاطِرًا
علي البدر العراق
رمضان 2022

تعليقات