بعيد المنال ... بقلم الشاعر القدير سليمان شاهين ابو اياس

قصيدتي الفائزة بجائزة  بالمرتبة الأولى

.......... بعيدُ المَنال ......... 

تَعَجَّلْتَ ياقلبي فلمْ تَتَوفَّقِ  
         بِعِشْقٍ عَصِيٍّ مستحيلِ التَّحَقُّقِ
غزالٌ لَعَمْرِي كاملُ الحُسْنِ ما لهُ
         مثيلٌ  يُدانيهِ  بِغربٍ   و مَشْرِقِ
رمى طرفُهُ قلبي بِلَحظٍ ولمْ يَكُنْ
          لِيَقوَى  عليه  لا ولا كيفَ يَتَّقي
فأطرَقَ مَفتوناً بهِ واهِنَ القُوَى
          وماكان يوماً من سِواهُ بِمُطْرِقِ 
ولم يلقَ قبلَ اليومِ من طَرفِ فاتنٍ 
          سهامَ لِحاظٍ كالذي منه قد لَقِي
لهُ طَلْعةٌ يُصبي الشُّيوخَ إذا بدأ
          بها  لَهُمُ   يوماً   بِوَهْجِ   التّأَلُّقِ 
 يميسُ  بِغُصنٍ  مُثْقلٍ  بِثمارهِ 
          وأزهارِهِ  أيضاً  وليس  بِمُوْرِقِ 
إذا لَمَحتْ عينايَ وردَ خميلةٍ
          أَشُوْقُ  إلى خَدَّيهِ  كُلَّ التَّشَوُّقِ
وإنْ شِمْتُ بَرقاً من سَحَابٍ بِليلةٍ
          أَحِنّ لِبَرقِ  الثَّغْرِ  منهُ  وأَشْتَقِ
بعيدُ مَنالٍ ليس دربيَ دربَهُ
          ولا  دربُه  دربي  فأيَّانَ  نلتقي
ولا ينبغي إدراكُ شمسي لِبَدرِهِ
          ولا أنا  من غيري  إليه  بِأَسْبقِ
وأين ثَرَايَ من ثُرَيَّاهُ في الهوى 
       وأنَّى لِمقصوصِ الجناحينِ يرتقي
ومَنْ ذا الذي يدري لعلَّهُ فاتَنِي 
       أُعاني كماعانَى وأشقَى كما شَقِي
وقلبُهُ مَشغوفٌ كقلبي وأنَّهُ
          تَعَلَّقَ في  غيري  كَمِثلِ  تَعَلُّقي
وكمْ مِن فتىً قد مَرَّ مِثْلي بِمِثلهِ
         فذاقَ بهِ في الحبّ مِثلَ تَذَوُّقي
لَجأْتُ إلى السّلوانِ دِرعاً لعلَّني
          أرُدُّ  به   عنّي  شَبَاةَ   التَّحرُّقِ
فماازددتُ إلّا لوعةً فوقَ لوعةٍ
          ولم أدرِ أنَّ الدّرعَ  جِدُّ  مُخَرَّقِ
 لَئِنْ كنتُ قدأخفقتُ في كَسْبٍ ودِّهِ 
         فليس لِعيني أَيُّ  كَسْبٍ  بِأَروَقِ
وماأنا في الإخفاق أوّلَ مَنْ هَوَى
          ولا آخِراً لمْ  يُتْلَ  بعدُ  بِمُخفِقِ
عسىالدّهرُإنْ لمْ يَسْخُ فيماقدانقضى
        منَ العُمر في لُقْياهُ يَسْخُ بمابَقِي
فَصبراً فإن ّ الصَّبرَ مَرفِقُ عاثرٍ
          وليس له  شيءٌ  سِواهُ  بِأَرفَقِ
ومَنْ لم يَطِبْ بالصَّبرِ نفساً فَعَيشُهُ
           مآزِقُ شَتَّى ، مأْزِقٌ  إِثْرَ  مَأْزِقِ
فيا ربِّ صُنْهُ إنْ دنا أو إذا نَأى 
          وحقّقْ له ياربِّ  ما لمْ   يُحقّقِ
---------------
سليمان شاهين/أبوإياس/

تعليقات