الورقة الصفراء ... بقلم الشاعرة المبدعة فاطمة بنعبو

الورقة الصفراء📜

و أضافت الورقة الصفراء 📜: ... وجاء الصيف☀️☀️ ، بلا وازع ، ليمتص كل نضارتي ، و هجرني شاحبة ، ذابلة😔.... و أتى الخريف🌪️🌪️ ، بلا حياء ، ليسرق كل أوراقي ، و تركني عارية ، ذليلة 😥........ ثم أقبل الشتاء🌦️🌦️ ، بلا عفة ، ليقصفني بوابل من حبات المطر🌧️🌧️ ، ليُجْهِزَ على ما تبقى مني🤕 ، فيحطم أغصاني ، و يطرد عصافير🐦🐦..... حتى إذا حل الربيع🌲🌳🌿☘️ ، و فرحت لانتهاء هذا الشقاء ، و سعدت لزقزقة العصافير 🐦🐦🕊️🕊️🦆🦆، وابتهجت لسماع خرير المياه🎶🎶 .... جاءني الناس  🧔🧑🧓  ، من كل حدب و صوب ، زرافات ، زرافات ، ليأخذوا ثماري🍊🍊 بدون إذني ، و بدل أن يقدموا أكاليل الشكر و الإمتنان🙏🙏... يقذفونني بكل أنواع الحجارة ⚫⚫.... بل لديهم مثل يستشهدون به فيما بينهم  :" لا تُقذف بالحجارة إلا الأشجار المثمرة " .... و هكذا دواليك.... كل عام و أنا أدور في تلك الحلقة المفرغة ، عذاب أزلي...... إلى أن حدث شيء لم يكن في الحسبان..... إذ ذات صباح و قبيل بزوغ الشمس🌞🌞 ، استيقظتُ على وقع ألم حاد ، يسري في كل بدني ، فتحت عيناي👀 ، لأراني بطلة لفلم من أفلام الرعب الأمريكية ، ليس لقاتل معتوه فحسب ، بل لمجرم مهووس بتعذيب ضحاياه قبل الإجهاز عليهم .......... فتحتْ سعاد عيناها بذهول ، لم تفهم قصد الورقة الصفراء📜....... فأكملتِ الورقة الصفراء 📜حديثها : نعم رأيتُ بأم عيناي أشخاصا🧔🧓🧑 ، مدججين بأسلحة ثقيلة و خفيفة ، يدوية و كهربائية : مناشير ، معاول ، مطارق⚒️⚒️... شاحنات🚛🚚..... ليس ليستظلوا بظلي  ، و لا ليأخذوا ثماري🍊🍊 ، و لا ليقطعوا بعضا من أغصاني كالمعتاد🎄🎄...... و لكن ليجتثوني من جذوري......... خيم صمت رهيب على الغرفة لهول ما يُرْوَى... توقفت الورقة الصفراء 📜 عن حديثها ، لتكفكف دموعها😢 ،  لتبلع ريقها ، و لتتمالك نفسها.....واصلتْ  : نعم ، و صعد كبيرهم😡 فوق صدري، ليحدد مصيري ، فراح يشير بيده  : هذا الجزء للنجارة ،  هذا الجزء لصناعة الورق📃📰🗞️ ،  هذا الجزء للمدفئة ، و هذا الجزء....... و هذا الجزء..... تخيلي بعد كل ذلك العطاء ، و بعد كل تلك التضحيات.... يتم اجتثاتي بلا رحمة و بلا شفقة......... أَصْدُقُك القول كان يوم عصيبا بكل المقاييس ، كرهتُ  حياتي ، و أية حياة تلك ؟...  كلها أو جُلها ، جراح ، أوجاع ، أحزان ،...... و لكن و رغم كل تلك المعاناة لم أحقد عليهم ، بل فرحتُ😊 لأنني عشتُ لأجل الآخرين ، خاصة بعد أن دخلتُ بيتكِ🏠 ، و أنا بطاقة مُعايدة ✉️من زوجك السابق  🤴، حاملةً في طياتي كل معاني الحب و الأمل....... و لكن مع الأيام اختفى كل ذلك النور الذي كان يُشع في منزلكِ .... و خيم الظلام 🌗🌗 مجددا على حياتي ، و بالضبط منذ طلاقك من زوجك🤴........ لم أَعُدْ أرى سعيدة 👸تلك الشابة المقبلة على الحياة ، الدائمة الابتسام😍 ، المتعددة المواهب .... التي كانت ترتدي من الملابس أبهاها👗👠👛 ، و تضع من العطور أفخرها ، و من مواد الزينة أجملها......... و التي كانت  أغانيها🎼🎧 ، أغاني لخوليو اكليسياس ، و أفلامها📺  ، مسرحيات لعادل إمام ، و رواياتها📒 ، روايات عبير  ، بنهاياتها السعيدة..... كل ذلك انقلب رأسا على عقب ، تَحولَ هذا المنزل إلى مستنقع من البؤس و الحزن  ........ و تسألين عن أوراقك📑📃!!! أين هي؟ أين اختفت؟..... لقد هربتْ جميعها  ، بعد أن انقضى صبرها ، و نفدَ جَلدها ، بعد أن أَبَدْتِ أغلبها....... خافت البقية أن تُزْهَقَ أرواحها هباءاً منثورا ، فلاذت بالفرار ، و نفذتْ بِجِلدها لمصير مجهول........ كانت الأوراق📃📑 تفتح لك صدرها🖌️🖋️ بكل فرح و حب ، و أنتِ على النقيض من ذلك ، تقابلين الإحسان بالاساءة ، و الجميل بالجحود ، فتَنْفُثِين فيها كل أحقادك ، كل بؤسك ، كل أحزانك....... كانت تصبر الأوراق ، و تقول في نفسها :   " الغد حتما  سيكون أفضل.........."  و لكن و للأسف... قبل أن تنتهي  من كِتاباتِكِ🖋️🖋️  ،  و بدل أن تُجازيها خير الجزاء لتحملها ، و لصبرها ، تخنقينها بيديك ، و تقطعينها اربا اربا ، و ترمين بها في سلة المهملات🗑️ ، بلا وازع أخلاقي  ، و لا تأنيب ضمير ........ و بدون خجل ، تَمُدين يدك لأخذ ورقة 📃 أخرى ، لتعيش نفس المصير ، لعبة الموت القذرة...... و قبل أن تُكمل الورقة الصفراء📜 حديثها سقطتْ على الأرض ، و علامات التعب بادية على محياها....... أسرعتْ سعيدة لحملها برفق ، و ضمها إلى صدرها بكل لطف و حنان ......... رفعت الورقة الصفراء📜 عيناها لتنظر في عيناي سعيدة ، و قالت لها : أما اكتفيتِ يا سعيدة .... ؟أما كفاكِ يا صغيرتي كل ذاك الحزن.... ؟ كل ذاك الألم.... ؟ كل تلك التعاسة..... ؟ ألا تعلمين أنك لا تنتقمين إلا من نفسك ؟ ربما ظلمكِ طليقك ، ربما ظلمكِ الآخرون ، ربما ظلمكِ المجتمع...... و لكنكِ تَدُقِّين أخر  المسامير في نَعْشِك⚰️ بيديكِ ، و تُجْهِيزِين🏹 على ما تبقى منك...... فرِفقا بنفسك ،  فهي لا تستحق إلا الأفضل👑👑💎💎......

#فاطمةبنعبو               المغرب        09 02 2022

تعليقات