لم تكن تدرك مدى قسوة الحياة
فقط كانت حالمة
تتألم لعصفور جريح
أو لورقة ذابلة
كانت تحتفظ بالكثير من الضحكات
ترسمها بريشة الأماني والنبضات
وبين يديها جراب وردي
تتهادى داخله الآمال
تنثر الابتسامات بين أوراق الليالي فتتلاشى الأحزان
ثم تعزف لحن الأمان
مع قطرات الندى
وتباهي بثغرها الباسم
شقشقات الفجر الحالم
تهفو للون أبيض في القلوب
في الحياة والنفوس
بلا لجام
أخذت تجول بين الدروب
وملؤها نور لا يذوب
ثم انتابتها وخزة قاسية
لا تعرف مصدرها وما مغزاها
فإذا بلوحتها
وقد تغيرت ملامحها في يوم معطوب
إلهي ما دهاها
ومحبرة الأيام قد عبثت بألوانها
وبات السواد يلوح أمام عينيها
يخرج لها الألسنة ساخراً
صرخت جرت تعثرت
شدت جذور التحدي
عادت وفي يديها ممحاة
تلمع بقطرات الندى الصافي
تصيح ليس للغيوم مكان بأرضي
فانهالت عليها أوراق صفراء
قد نخرها الخريف
فبكت الممحاة بحُرقة موجعة
وغاصت في دموعها البعيدة
وقالت يا الله
فإذا بنجمة في السماء ساطعة
تداعب شرنقة الأمل
في جوف جُبٍ عميق
تطارد في الروح الكلل
فهل لها أن تلملم ما تبقى
في جراب من ملامح الحب والوئام
في عيون الأيام
أم أن الحلم صار بعيد المنال
في عيونٍ لا تنام؟
#نجوايا
بقلمي :د/نجوى رسلان
تعليقات
إرسال تعليق