قصيدة/عمياء عيون الطبقات السفلية
.
.
ضاقت
و أُحكِمت
كعنق زجاجة
وأشهرت
سيفا
مزدوج الشفرات
حادا
ممزقا
ليس كسكين زليخة
لكنه
عناد
كحصن متين
مسكين
أنا
بين سيف شيطان
يحاول
تمزيق يقيني
وسيف حياة
تشهر
رغبة الرب في وجهي
بأني السليم،
كبندول ساعة
يحتاج
لحجر بطارية جافة
أو صاعق هارب
من برق رحيم
لتقوم قيامتي
فأنتفض
وينتفض جسدي المترهل
بتخمة الحيرة
يتوسط جبلين
من فورة شاهقة
وضآلة موحلة
رغيف خبز متعفن
وفطيرة مغمورة
بلبن عصفور...
طفل
ينتعل حذاء ذهبيا
وآخر
حافي القدمين...
رصيف
يسكنه الضائعون
وقصور
فوق سحب بيضاء
عمياء
عيون الطبقات السفلية
لم تر
الشمس الحارقة
أجساد المنهكين
تحرق الأبدان
بالعلل
ترغّبهم
في الانفلات والدوران
حول عنق المساحة
علّها
تراهم
أو تلوّح لهم مرة
ولو بغير قصد
فيهشمون الزجاجة كلها
كما
تلوّح
للمنعّمين بالفوز الكبير
هي
قدضاقت عليهم طويلا
وأحكمت
حتى جفت
منابع صبرهم
و ظللتهم
أشجار شيطانية
مثمرة
بثمار الغواية الطازجة
فحمل البعض
السيف
وأخضع الباقية
رقابهم
لسيف الأمنيات
منتظرين
أن تقوم قيامتي
فيندسون
تحت عباءتي
يفتشون بداخلي
عن موطن اليقين.
...................
عصام عبد المحسن
تعليقات
إرسال تعليق