زينة عمري ... بقلم الشاعر الراقي ابراهيم سليمان

( زينة عمري)

قرة عيني
أغدو معها طفلًا
ذا ثلاثين ربيع
قطعة مني
فأحبو على الأرض
حبو الرضيع
فرحتي عندها
هي وحدها
آنس لها
ومن أجلها
هجرت سمر الرفاق
ولغو المذياع 
وبث المذيع
أشرب معها القهوة
فخفتت بهجة (القهوة)
والتزمت البيت
فأصبحت لهواها صريع 

ألتمس مخبأً
خلف الأرائك
وعندما تراني 
أسمع وأرى 
أجمل ضحكة 
رنانة صافية
كعصفورتي الشقية
تعيد لي قلبي الوديع
يا ضحكتي العنيدة
أين أنتِ
ها أنا .....
أصبحت مطية
 لابنتي الشقية
تسوقني أمامها 
وأنا  العنيد الخاضع
تأمرني فأطيع

نعيث في البيت فسادًا
نقلب أثاثه
رأسًا على (أعقابًا)
تهل... 
فتهل دنيا المرح
تأتي...
فيأتي معها الفرح
ويشتد بنا اللعب
ويشتد بنا الركض
نجول ونصول
والكل يأبى 
منا هذه الفصول
وهذا الصنيع

أحظى مع صغيرتي
بساعات السمر العذب
فتجلس على ركبتي
فتقص بصوتها العذب
حكايتها البريئة
كزهر الربيع
يا عصفورتي
غردي .. غردي
بلحن البلابل البديع
يا أنشودتي
اعزفي اعزفي
بكف السنابل للجميع

سعادتي في ترحابها
عند أوبتي
باسطة ذراعيها
ممتدة ابتسامتها
وتسألني بعد العناق 
 ماذا أحضرت لها
فأجري  منها
بخطوات طفل سريع
فتلحق بي
وتجتذب هديتها
وهي تتواثب
في خفة
كالطير الرشيق
تحلق في سمائي
وأرضي كومضة
لها سحر وبريق
أتحرر عندها
من كل الحياة
فأصبح كالحر
 الطليق 
ألقى ابتسامتها
في كل درب 
وبكل طريق
في هذا الكون الوسيع

قرة عيني
قطعة من الجنة
على الأرض
تمشي وتغني
تتشبث برقبتي
تمنحني..
 قبلة الفرحة
قبلة البهجة
فيتبدد ألم
 كل الصعاب ويضيع
يا مالكة
 لكل مشاعري
لكل خواطري 
أنتِ جنة الأرض
بلا أدنى شك
أتساءل....
الطفولة صبي
أم ضحكةصبية؟
الطفولة طفل
أم طفلة شقية؟
الطفولة بلا شك
زينة عمري
وفرحتي الأبدية
بقطرات الندى الندية
في كل أوان
بطعم الربيع

إبراهيم سليمان

تعليقات