ذات اعتراف //بقلم المبدعة حميدة الساهلي

 ذات اعتراف

تعال... نعترف... أننا أصبحنا غرباء... أننا تظاهرنا كثيرا بالسعادة لنخفي فحش الأحزان، تعال نكشف أوراق القدر، ونحصي فيها سطور الألم، تعال نعترف أننا ركبنا القطار ذات ربيع ولكن السكة كانت مهترئة فانقطع بنا الطريق، وقضمنا بالندم حبل الوصل... تعال نعترف... أننا تجاهلنا رغبات بعضنا عن عمد... وكرهنا الساعة والزمن وارتعش البوح على شفاه الصمت... لنعترف أننا لم نعرف أساليب الحب الملتوية، وكنا أسوأ حبيبين...
دعك مني... فرغم ما تخلد في ذمتي من رفض إلا أني امتهنت الظل والزوايا والصمت، وانتظرتك حتى بدأت ....
تعال أخبرك كم تغيرت، وتلاشى اللطف من حديثك، وتجردت مشاعرك من الود، ورسم الضيق تجاعيد كثيرة على جبينك...فهل تعرف كيف انتهينا مجرد أسماء موصولة على الورق، فقط، وبقي الرباط يتأرجح بين الواجب والحق، تعال أعدد لك جلدات الغياب حين كنت بالقرب، وكم أتقنت دور الرفيق المستحب، تعال أخبرك عن نظراتك الخاوية من بريق الحب، وهل سمعت بحة صوتك حين ذبحت الاعتراف ذات خطيئة، تعال نعترف أننا كتبنا رواية من خيال بحت، أبطالها أنا وأنت،
كنت أشهد ...
تعال نكمل الأدوار حتى آخر فصل، فالسفينة لا تزال في عمق البحر...
أنا على يقين أنك تحكم قبضتك على الدفة، وتتهم الريح أنها غيرت مسار الرحلة، لا تتألّى عليها، فهي لم تبلغ عمر العصف بعد، ليست من دفعك غصبا للغدر، إني أرى ذلك جليا فلا تدعي أنه لا ذنب لك... في جريمة الغرق...
تعال فلا زلت أملك زورق نجاة، يوصلنا لآخر العمر.
________________✒
حميدة الساهلي
قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏جسم مائي‏

تعليقات