قصة قصيرة ... طائر العاصفة ... بقلم الأديبة سلمى السورية

قصة بعنوان :

(طائرُ العاصفةِ)

آخرُ حبةٍ من اللؤلؤ فقدتها من ذلك العقد اللؤلؤي، الذي طوق عنقها بأنامل مزينة بضياء تبعثر برحيلها مع أنات غنائه الشفيف، في عاصفة  عصفت بها، وحلت كيانها بهذا التناثر لعقدها، كانت تتمنى أن يستمر بغنائه ليغطي نواحا تراكم دون توقف منذ فقدت مروجها غيثها الإلهي..

أي جنونٍ هذا عندما تحتضر المسافات؟

مجددا يشتعل الجواب في صمت يمنع تعثرها بحروف لا تقوى على فقدانها، عبورها الدائم إلى مسافة أخرى من عدم البوح هو صدى ألق لفجر جديد... هاهو التذكر يسقط بغزارة، دون أن تشغلها  أهازيج الفرح البعيدة عن سرب أفكار علقت على جدران صمتها كصورة معتقةٍ بخمر اللحظات، وقد أعطيت وعدا بات قريبا يختصر ماتحملت وهي في ترحال خطا أبدي، إنه ذلك الصوت الشجي عاد ليحتضن صداها، والعاصفة الهوجاء تخلع كل الأبواب المقفلة إلا منها، كانت خالية.. ونافذتان مختلفتان بين القوة والتلاشي.. تحيط بها.. تعثر مجددا بهما يغرد حينا، ينقر بقوة كبرى حينا آخر دون جدوى، منفذ ضيق قد استطاع بإصراره أن يكسره ليعبر خلاله مع ضياء كانت قد ألفته يوما، وهي تعبر المستحيل مع تناثر كل حبة من عقدها....

عقدها هذا عاد ليلمع محتضنا ضيائهِ من جديد.. ضمته بأناملها و رحابة راحتيها كسهول شعرها المنسدل على جيدها وهو يتطاير مع نسيم تغريده الآتي باحثا عن عنق قد ألفه، ووطن ضم شتاته، عاد ذلك العقد _الذي تحول إلى طائر _لحظة فقد ماكان يبحث عنه، عاد مجددا عندما شعر بفاجعة من نوع آخر، هي تناثر مايبحث عنه في بحر اللاعودة التي عصفت به.......

الكاتبة

(سلمى السورية ✍️)

تعليقات