دموع الخيام ... بقلم الشاعر القدير خليفة درباله

دموع الخيام...

رابضون على أرصفة الضياع ...
يلتحفون مثلي العراء ...
يتلذذون طعم الأنين ...
يرفعون اكفّ التضرّع ...
علّها تغسل بعض أحزانهم 
دموع السّماء ...
علّها تجرف شيئا ...
من غصّة تكلّست في الحناجر...
بحيرة العمر ... 
ينحسر ماؤها...
تغمر ضفافها طبقات الملح ...
تتجرّد الأشجار من اثوابها...
تترك اعشاشها خاوية ...
عصافير الدوري ...
و ثعالب الأسى تتربص بالصغار 
و بالكبار على السّواء ...
لا فراشات و لا طيور ...
سوى بعض الغربان ...
تزيد في كآبة السماء ...
تلك الخيام ...
تخترق اجسادها مخالب الريح 
تخلخل اوتادها...
يحاصرها الزمهرير...
يتسرب الماء زحفا كفحيح الافاعي...
إلى الأجساد الصغيرة ...
كم من الحكايات تكفي ...
لليالي الشتاء الطويلة ....
كم من مواسم الامنيات 
كفيل بريّ شيء قليل...
من جفاف سنين الشقاء ...؟ 
و العابرون بصمت ...
في قطارات الحياة الرتيبة...
يعدّون الكآبات...
و محطات الخيبة تتالى...
كسنوات القحط...
العربات الرخيصة مكتظة...
و الأفواه... كما الأيدي... تشققت 
شوقا إلى رغيف...
مسافرون بلا امتعة...
الا الأحزان ...
لوحة  رسمتها ريشة القدر 
بلا الوان ...
من يجفف دمعة طفل  تنهمر شلالا ...
تغرق كل مكان
تجرف كل  الأوطان...
تقتلع الإنسان من جذوره ...
و تحدث الطوفان .

خليفة دربالة / تونس 
21  ديسمبر 2021

تعليقات