مقادير
أن نركب عربة السفر
ولم نحمل معنا
سلة النجوم
ولا صورة للقمر
ونحن بكل ما أوتينا من قوة
وثورة
ليس لنا يوما
أن ننظر من عربتنا
التي ترحل بنا للبعيد
إلى حجر ....
في المحطات
يكثر الراحلين
وأكواخ القهوة ترسم على نوافذها
الجباه والعيون
وعربة
تطل من نافذتها طفلة
ومن أين يا صغيرتي الآن تعبرين
فما أكثر الراحلين
والاسم
مهاجرين
لكنها صورة
وعادت لي ذاكرتي
ويا حمدكَ
صورة على نوافذ أكواخ القهوة
رسمتها للعابرين ....
هل نموت قبل السفر
وهل لنا بفنجان قهوة
أنا لا أملك صورة للقمر
وأنا لا اعرف شيئا
عن السفر
لم أمسك يوما بيدي يا أماه حجر
والتذكرة رقمها بعد ساعة
صارت يا أماه سنين
والذين رحلوا
عادوا اليوم بين العائدين
يسألون عن شعب
ضاع بين الدارس
والكليات والجامعات والدرجات الجامعية
في محطات المهاجرين
ولم يمسك أحد منهم حجر
ولا يملك أي منهم صورة
للقمر
أو تذكرة سفر
ابتاعوا قهوة من أكواخ القهوة
التي رسمت على نوافذها
الجباه والعيون
وعربة
تطل من نافذتها طفلة
للراحلين
ومن أين يا صغيرتي تعبرين
وبيدي تذكرة موعدها بعد ساعة
صارت يا أماه سنين .....
عربة الرحيل تصل أخيرا
هل معك الليل
والنجوم
لا أنا حملت في حقيبتي الأمل
ويضحك الخفير
أيها المسافر
وإلى البعيد
هل يوما أمسكت بيدك حجر
كيف تشاء أن تجاور القمر
وأنت لا ترسم
في كل كفاحك إلا تذكرة سفر
بيدك كسرة خبز
تخاف طول عمرك من الفقر
والسنين
و أنا لست إلا قديس صغير
أضعت مثلك حقيبتي قبل سنين
وفيها تذكرة
وقالوا لعبت معهم
فعملت في العربة من أجل التذكرة
سنين
فأنا لست من الراحلين
ولست من القادمين
كل ما حصلت عليه فنجان قهوة
ومن أكواخ القهوة
في محطات الراحلين .....
الديوان : لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان .
قصيدة : القديس الخائب .
للشاعر :
قدري المصلح .
تعليقات
إرسال تعليق