**مدينة يناير**
سلام عليك أيتها المدينة القابعة في عيوني
يناير على الأبواب يحتضن السكون في صمت
تخامرني بديهة أن الصقيع دثاري ومجوني
أخاف عليك من الغرق ما بيني وبين جفوني
لم يعد فستانك الوردي ولهيب عطرك يغري عيوني
شوارعك الطويلة المزدحمة كلّت بحمل بهمومي
صارت تئن بوقع الخطى المثاقلة
جبال رواس تجوب أطراف المدينة
وتطرح الأسئلة العقيمة
السنة تنعقد
واكف متضرعة
إلا الأرجل تتكلّم دون توقّف
تتدافع
تتلاطم
تسكب حريق الأفئدة على الإسفلت المتجمّد فيشتعل
كل المباريات لا طعم لها دون عفس ورفس وحب يعتمل
وضحكة طائشة في جرح قديم يندمل
يناير فقد سطوته
ثلجه عاجز عن الترسّب
حرمتني يا يناير من العبث الطفولي
ألا تعلم بأنني طفل شاب وريده
أكور الثلج وأنحت بابا نويل
ليس تعبدا وإيمانا بل مشاركة فيروز عيدها
انا فيروز حتى الثمالة
وكأنها الصوت العربي الذي يصدح
يعلمني القراءة والتلوين
ذاكرتي مثقوبة لا تهوى التلقين
أصبح جليدك تحفا فنيّة تزيّن الشوارع الغربية
أصبحت مجرد ديكور في الزوايا المنسية
لم تعد تزأر فترتعش بين جنبي الأضلع المعوجّة
حوّاء صنيعة أضلعي المعوجّة
تشبهها وتتقاطع معها في محطات الارتجاج
احب أصوات القطار والارتجاج
كل الأصوات تتراكم كطوابق العمارة في رأسي
سلام عليك أيتها المدينة الجاثمة في قصيدي
في كل زاوية منك يولد نشيدي
وجلبة النسوة في السوق تقطع تنهيدي
لا تخافي يناير
فهو خصب وبشائر
بقلمي:عبد الستار الخديمي
تعليقات
إرسال تعليق