في الصف الثالث//عصام عبد المحسن

 في الصف الثالث

والخمسين،
لا وقت لحصة الألعاب،
ففي الفناء
جرافات
تنبش
قاع الوقت القادم،
تستخرج
أحلامنا القديمة
وأصوات لهونا
ونقوش خطواتنا
و اصطفاف أفراحنا
لا
لتمسح عنها الغبار
وتعيد لها البريق
ولكن....
لتتفحصها جيدا
وتعرف
سر الأعوام الماضية فينا
فتصنع أمصالا جديدة
ومضادات حيوية
تحقن بها
كل مواليد الحاضر
فلا تنبت لهم عقول
ولا هم
يعرفون
طعم الفرح
وشكل اللهو
ونغزات الأحلام.
.................
في الصف الثالث
والخمسين،
لا أشجار
تحيط جدارن هياكلنا،
والبنايات جميعها
من فوارغ الطبقات،
وجرس المدرسة
بوق إنذار.
...........
في الصف الثالث
والخمسين،
لا أقلام للكتابة
ولا ألوان رسم
والطبشور
أسود اللون
وسبورة الحائط
سحابة
من دخان أسود،
وجلود الغربة
أوراق إعتماد
للنتائج المتميزة.
..............
وفي الصف الثالث
والخمسين،
كل الزميلات
ثكالى،
وبائع الحلوى في الخارج
يبيع جماجم بالسكر
وبقايا
من لغات حب حجرية
ووردات متيبسة.
.................
وفي الصف الثالث
والخمسين،
الجريدة الرسمية
تعلن الحداد
بكل صفحاتها المطموسة،
وراية البلاد
شريط حدودي
بين فواصل الأعوام.
....................
في الصف الثالث
والخمسين،
إيقاع الحزن
على كل الطرقات
يزف عرائس بلاستيكية
لبداية حياة مجيدة
وجثث
من ضحايا الصمت
تزغرد
وتصفق
على إيقاع
طبول الحرب.
...........
في الصف الثالث
والخمسين،
أسير
داخل جسدي
وأقارب المدى
نحوي
لأتفادى به
صوت الإنفجارات
ولجان العبور
فتأشيرتي المدموغة
تمنحني السفر المجاني
لما بعد الحقيقة
وبلا
أي خطوة
جديدة.
............
في الصف الثالث
والخمسين،
أستخرج من جيبي
ربيعا
أبعثره
فلا تتفتح فيّ المسافات،
أخرج
من بين عظامي
خريفا
فتتساقط المصابيح المطفأة
والشعرة الباقية
مابيني
وبين الغد.
.............
عصام عبد المحسن

تعليقات