عاينت مجدك ... بقلم الشاعر القدير بسام الأسبر

( عاينتُ مجدكِ  )

عاينتُ مجدكِ كالغزالةِ سافرا 
شغلَ الأوابدَ واستثارَ مشاعرا 

ما غابَ نورُ القادحينَ زِنادكِ 
ممّن غدوا للعالمين منائرا 

آرامُ شاهدةٌ وتدمرُ مَغلَمٌ 
والسربُ يكبرُ لو أعدُّ حواضرا 

يا سوريا وطنَ الجمالِ إلهكِ 
ما صاغَ مثلكِ في الوجودِ نظائرا 

سهلاً تُخصّبُهُ الحياةُ فينجلي 
قمحاً ترنّحَ من فراتِكِ ناضِرا 

ومراعياً خضراءَ طابَ وِصالُها 
من مُخصِبٍ ركبَ السحائبَ ماطرا 

وشواطئاً راقَ الخيالَ عُبابُها 
وهفا يُمتّعُ بالجلالِ نواظِرا 

وشواهقاً تلِجُ الفضاءَ رؤوسُها 
فتخالُ واحِدَها السماءَ مُسافرا 

طوّقتِ شامكِ بالرياضِ فألهمتْ 
في الغوطتينِ من الطيورِ زوائِرا 

والياسمينُ أشاعَ فيكِ رحيقَهُ 
والسوسنُ المَغفيُّ صاغَ مخامِرا 

أوعبتِ أنفاسَ العطورِ نسائماً 
فأتتكِ أنفاسُ النسيمِ عواطِرا 

وحيٌ تنزّلَ بانسرابِ شعاعِهِ 
بِسريرتي حتّى دعانيَ شاعرا 

للحبِّ في طقسِ المشاعرِ سطوةٌ 
ما لا أكونُ على احتمالِهِ قادرا 

فنسجتُ من تيجانِ زهرِ قريحتي 
ثوبَ المديحِ نَضَدتُ فيه جواهرا 

وسرقتُ من لونِ الشعاعِ نُضارَهُ 
كيما أصوغَ لِمِعصميكِ أساوِرا 

أنتِ الحبيبةُ في احتلالِ مواجدي 
ما بيننا صارَ الغرامُ تخاطرا 

بعضُ الهوى في مُبتداهُ يزورُنا 
لَمَماً لِيُصبِحَ بالتقادمِ آسرا 

نَزَقُ الصبا بكِ رغمَ نزفِ جِراحِكِ 
أَلِقٌ ويُبدعُ للصروفِ معابرا 

الحيفُ أبلسَ ما أطاقَ صمودَكِ 
والبغيُ أقفلَ عن حياضِكِ خاسرا 

هي وثبةٌ سوريّةٌ بِنبوغِها 
دَعَتِ العقولَ مع العيونِ بواصِرا 

بعضُ الخطوبِ تمرُّ غيرَ قصيمةٍ 
فتشدُّ من عزمٍ يخوضُ مُصابِرا 

تُمسي النوائبُ والأُوارُ رديفُها 
في حقلِ تشكيلِ النفوسِ مصاهرا 

سوريّا يا وطنَ العراقةِ هزّني 
كفُّ الأسى فيما بلغتِ مصائِرا 

فبسطتُ كفيّا لأجلكِ ضارعاً 
وملأتُ من عودِ البُخورِ مجامرا 

لِيعودَ شعبُكِ في الحياةِ موحّداً 
ضدَّ البُغاةِ وفي العرينِ كواسرا 

ويشيعُ طقسُ الحبِّ في وجدانهمْ 
أبداً ويبنوا للسلامِ منابرا 

كم صالبٍ للحقِّ واصلَ حتفَهُ 
والحقُّ قامَ بُعَيدَ صلبِهِ ظافرا 

شعر:      بسام الأسبر            28/11/2021

تعليقات