مجنون ... بقلم الشاعر القدير محمد موفق العبيدي

مجنون

مددتُ يدي في الهواء
علّني أقطف ذكرى
تتجسدين في جنوني
أبحث عنكِ في عقلي
أُحاكي أشيائكِ الصغيرة
أشّمُ عطر ملابسكِ
أحمل معي منديلكَ الابيض المطرز
كل ليلة أنثر أشيائكِ في الغرفة
اتصور غضبكِ
تنفعلين من عبثي بها
أصبح قبر الذكريات دولابكِ الكبير
هرّتكِ البيضاء تعشق يدي
تشّمُ منها رائحة عطركِ
ويدي تعشقها لأنها تحس دفء يديكِ
لا أعرف ماهذا القدر الغاضب
جرف بأمواجه كل الذكريات
جعلكِ في ورم من الأرضِ يدعى قبر
كيف استسلمتِ للموت
كم كنتُ أحمق
أُفسر برودكِ ابتعاداً
وأنتِ أقرب من قلبي إليَّ
إرتديتِ للموت ثوب عرسكِ
عسى أن يرحمني ويرحمكِ
لكنهُ كان كالسهم بلاقلب
أخذ منكِ روحكِ وأخذ قلبي
هكذا دارت الحكاية
أنتِ في قبركِ
وأنا أستجدي عدل العقلاء

محمد موفق العبيدي/ العراق

تعليقات