{ مُـعـلــمــي الأول }
رُبَّ صُدفـة تِـلك التي نَبَـشَتْ
و قَلَّبَتْ صفحات جميل الزمنِ
بِغَيْرِ ميعادٍ نَثَرَتْ أريج اللُّقيةِ
ليمتطي صَـهْوتَـها فَـرَحٌ يُدَوّنُ
بالمقهى الفرنسي لَـمَحَتْهُ المُقَلُ
هـادئًـا يُجـالسُ فـنـجانَ الـبُـنِّ
فسابَقَتْ خُطى الفَرْحَةِ مَشْيَها
مُخْتَرِقَةً سُكونَ مِنْضَدَةٍ في الرُّكْنِ
لِقاءُُ بِشَوْقٍ زائِدٍ اعتلى الـمَـشْـهَدَ
وَثَّـقَـهُ عِـنـاقٌ بَـيْـنَ الأبِ و الابْـنِ
إنـه صـانـع الأجـيـال الـذي تَخَطّى
المحال و الصّعاب و قارع المِحَنَ
الذي خرج من بَيْنِ يَدَيْهِ المهندس
و الطبيب و الأديب و رجال الأمن
الذي شَـعَّ نـورُ عِلْمِهِ بِـفَـصلٍ رَحْبٍ
بي رَحَّبَ بعدما استقـبلَ و احْتَضَنَ
حين اهتديتُ إلى طاولـةٍ تَزَعَّـمَتْ
شقيقات صَفِّها بعدما حَظَيْتُ بالإِذْنِ
لِأَخَلُوَ بِـعِلمـه الـغـزير و جَـمِّ مَعْرِفَتِهِ
و في بهاء و أناقةِ مَلْبَسِهِ كُنْتُ أَتَمَعَّنُ
بالقلم رَسَمَ ، و بِطَبْشورَةِ النَّسْرِ خَطََّ
على سبورةِ الخشبِ بِسَوادٍ يُـثَـمِّـنُ
لِـقـصـائـدِ الـتـاريخ و الـمـجـد نَـسَـجَ
و في عيد الـعـرش بالـمـلاحِـم تَـفَـنَّـنَ
أمّا مُكَوّنُ الـتعبير و رغم ضيق الـوقت
فَبِدِقَّةِ التشخيص كانت حصته تَتَزَيَّنُ
ألف تحية ،فأنتَ الشمعة التي احترقتْ
و أنـارَتْ و على يـدهـا الـزهـور تُـؤْتَـمَـنُ
الـتي زرعتْ فأبدعتْ و بالغد أشرقـتْ
شَجَـرَةً تَـشَعَّبَ من ساقِـهـا الـغُـصْنُ
أنـتَ الـمُـعلـمُ وارثُ رسالـة الأنبياء
أنت الـعَلَـمُ الخَفّاقُ الذي حُبُّهُ سَكَنَ
أنـتَ الــطَّـوْدُ و نـجــمُ الـوظــائــف ،
و الفرائضُ أبداً لن تنالَ شَرَفَها السُّنَنُ
فَبَعْدَ أَرِسْطو الفيلسوف والمعلم الأول
سَـيَـظَـلُّ مُـعـلـمـي انا الأول حَـسَـنُ
ألفُ شُـكـرٍ بِكُل كلـمـة ربّــيْتَ و عَلّـمْـتَ
فَـبِـكَ نُـبـاهـي و بِـك يُـفـاخر الـوطـنُ .
بـقـلـم : سـمـيـر أرســلان
تعليقات
إرسال تعليق