سَفَرٌ عَلَى عَجَلٍ ... !
سافر باكرا جدا ...
أبي ...
في أولى ساعات فجري...
قد يكون امتطى نفس القطار ...
الذي فيه وصلت ...
لم نلتقي ...
عند المحطة ...
لم نتقاطع طويلا ...
لا أدري إن كان قطار الموت على عجل ...
او كان أبي ...
لا أذكر حتى أنه ودّعني ...
او لوّح لي بيديه...
لا أذكر منه ضمّة ... او قبلة ...
سافر أبي باكرا جدا ...
حتى أنني لا أعرف شكله ...
و لا اورثني حتى صورة ...
أضعها على جدار غرفتي...
اتفرّس في ملامحه في ساعات وحدتي ...
سافر على عجل أبي ...
ما ترك لي وراءه من أثر ...
غير دمعة تستعر في مقلتي...
و غصّتي تخنقني ...
سافر باكرا جدا ابي ...
و ما عرفت سرّه ...
و لا سمعت صوته ...
و لا شممت عطره ...
شاءت الأقدار أن لا أعرف في يوم ابي ...
و امعنت في مقتها...
حتى أنني لا أعرف قبره.
خليفة دربالة / تونس
06 سبتمبر 2021
تعليقات
إرسال تعليق