حديث الليل
أيها الليل المحتقن بالسهر والأرق
يا بحر الظلام والأسرار والحكايات
ها أنا جاثم في محرابك يلفني القلق
أغازلك وأغزل ضفائرك الحالكات
أغني لك وقلبي في الهوى احترق
ذاب وجدا وأنهكه شدة التنهدات
غاب قمري فأنا شبيهك في الغسق
توغل فينا الحزن وأورق بالآهات
غير أن لحزنك يا ليل نهاية ومفترق
وحزني متصل متواصل بلا نهايات
فغدا يظهر بدرك السني وقد أشرق
وما لبدري الآفل من سطوع وإشراقات
عائم في بحر الهوى وقد نالني الغرق
أصارع موجه بقلب مثخن بالجراحات
أشكو إليك يا ليل ظبيا بفؤادي علق
لي معه في الغرام كم من حكايات
كلانا رماه العشق وسهمه له اخترق
وكنا روحين في جسد وقلبا في ذات
لكنه غاب عني فجأة ومن حياتي مرق
لم تبق منه إلا صور راسخة الذكريات
كيف لا أبكيه وقد كان ومضة من ألق
إنطفأت وبقيت مثلك غارقا في الظلمات
ها أنذا مرمي في حضنك والعيش شرق
أنتظر مثلك طلوع بدري ليزيح العتمات
محمد أبورزق
تعليقات
إرسال تعليق