قصيدة لا أنام .. بقلم الشاعر الراقي مصطفى سريتي

لا انام 

سَكنَ اللَّيْلُ
و عَمَّ الهُدوءُ والصَّمتُ
 في ديرِ بلدتي 
و حلَّقَ طَيْفُ راهبتي 
في السماء كشهابٍ ناري
يرميني بِشَظايا النَّوم 
انْزويتُ بحجرتي 
من فَزَعي عانَقْتُ وِسادتي 
و النوم قد جافاني
فَتَنازلتْ عنه جوارحُ ذاتي
تقلَّبْتُ في فراشي من أَرَقي
 لَإِنْ تقرَّحتْ جَنَباتي
فلا هي ولا طيفُها عادَتْ 
و بِتُّ أرقبها وأعُدُّ نجْماتي
حتى احمَرتْ جُفوني 
فلا الرُّقادُ الثيقل سيأتي 
خِلتُه بات عند جيراني
و لا الراهبة قادِمَة حالًا 
فصارت قيمةُ  وقْتي 
هي مِعْياري و ميزاني
وهل تجوز صلاة القدَّاس
من غير قِسٍّ أو رُهْبان؟
و فضاء قصري بلا خَدَمٍ
فناءٌ فيه مَلَاكي و شَيْطاني 
قد أَعودُ يوما لحلمي
و يخمد ثَوَران بُركاني
فتَساقَطتْ زخات فرَحٍ 
ليكْسُوَ العشْقُ إيواني  
فلا تقْرَعوا الأَجْراسَ ليْلاً
 قد يعرفُ النَّومُ يَوماٍ عُنْواني...

مصطفى سريتي
 المغرب

تعليقات