خاطرة .. صبر وجلد ... بقلم الأديب ناصر رعد

■ خاطرة ■ 

■ صبر وجلد ■ 

صبَرنا وقتَ المِحن وقتَ الشِدةِ والألم
صبَرنا وقُلنا البلدُ في حربٍ في عٌسرٍ في كبَد
صبَرنا حتىَ ظَننا أنَ الصبرَ قدْ رحلَ وأنهُ قدْ ملَنا قدْ ضاقَ صبراً مِننا
كأنَنا أصبرُ مِنَ الصبرِ علىَ هَذا البلد
حقاً انتصرنا في هذا البلد وأولُ الضحايا صبرٌ تبلدَ بِالمشاعِرِ والمُقل 
ماهَذا الجَلد مِنْ أينَ أتانا وكيفَ حَضر
كلُ شيئٍ مُقلدٌ في هَذا الوَطن 
إلا هَذا الجَلد وذاكَ الصبرُ والدمعُ بِالمُقل
فهوَ فخرُ نِتاجِنا في هذا الوَطن
صِناعةٌ لم يسبقنا إليها أحد لامِنَ العَرب ولامِنَ العَجم ولامِنَ الرومِ ولا أيُ مخلوقٍ مِنَ البَشر
وَرغمَ كُلِ المؤامراتِ والفِتن
ورغمَ مُحاولاتِ الأعداءِ لِسَرِقةِ مُنتجِ البلد 
لمْ يقدُروا فالخَلطةُ السريةُ لِذاكَ المُنتجُ ماتَ صاحِبُها وانتحرَ . 
انتحرَ ؟ 
نعَم انتحرَ .. 
وَلِما انتحرَ ذَلِكً المُخترعُ العبقريُ
كيف انتحر ؟. 
قدْ صنعَ جُرعَةً مِنَ اللُقاحِ في المُختبر
وَتناوَلها المسكينُ علىَ عَجل كي لا يراهُ مُخبِرٌ وَيفضَحَ الخَبر
وَتفشىَ اللُقاحُ بِالجسد ، وَشُفيَ الرجلُ مِنَ الصبرِ والجَلد فما صبرَ علىَ ما رأىَ وانتَحر
وَحَمِدنا اللهَ أنهُ لمْ يصنعَ لنا التِرياقَ وَالحُقن.
فَنحنُ قدْ إِعتدنا الصبرَ والجَلد
قدْ ألِفت الأذانُ لسعَ الجُمل والكلامُ الفاحِشُ وَهزَ البدن 
قدْ ألِفت أقدامَنا النُزولَ مِنَ القِمم
وألِفت شِفاهَنا بوسَ الجِزم 
قدْ جفَ ماءُ وجهِنا وَبِتنا خدم 

فَنحنُ بِلا فخرٍ تُجارُ شُنط 
نبيعُ كرامَتنا وَنَبيعُ دمَ شُهَدائنا وَنَبيعُ تاريخَنا وَإسلامَنا وَأحلامَنا وجُملٌ كَثيرةٌ حَفظناها 
وَيا لِلأسف بِأبخسِ الثمن........ 

✍بقلمي ناصر رعد

تعليقات