عبق حر
عبق حر يلاعب نوافذ الحيران
و يبقي على آخر أمل متأرجح
بين النكران و بوادر النسيان ...
فتبتسم من عليائها سمائي
لتسقيني سوالف الولهان ...
و تراودني عن غيثها ...
فلا يترك المجال للعبة الشيطان ...
و ترتسم على شفاهنا قهقهات ...
من ثملوا بمعزوفات الهجران ...
فتأتي على ظفائر صبية أعلنت اليوم ...
أول مظاهر الثورة و العصيان ...
لتخبر من كانوا أولياءها ...
عشقها الحرية كمركب غادر كلّ الشطآن ...
أهكذا كنت يا حلوتي ...
و نحن نعلمك ما جاء في مجتمع الخرفان ...
أهكذا ... أهكذا نبايع ...
ما حلّ فيك منتصرا على عرش السلطان ...
لا ... و ألف لا ... ارتفعت بين
من أنجبت ...
و داومت
و ضمّدت
كل الجروح و الأحزان ...
و بين من كبرت
و تجمّلت
و تحمّلت
و تقمّصت
أدوارا لاقت كل استحسان ...
و تمايلت و تعاندت نفوس ...
فوق مصطبة العرفان و الوجدان
حدّ الهذيان ...
فتأتي الموجة الأولى لتخبر من فاقت عشرين ربيعا
أن الموعد سيتكرّر كلّما عاد المركب بالولدان ...
و تتغيّر النظرة مع الثانية و الثالثة ...
فندرك أنها حكمة نبتت في عوالم الرحمان ...
و تلك مشيئة الخلق في كل الأزمان ....
فاختلافنا رحمة تتجلى
لمن رادوا فينا معنى الألوان ...
و هي تذكرني أنس الوجدان ...
د. خالد الجلاصي
26/08/2021
11:43
تعليقات
إرسال تعليق