هذيان في مقهى
حيث أنت في المقهى
بين عشاق البن و لغو الكلام
الفنجان يراقب حركاتك
وقطعة السكر الوحيدة
ساكنة ترتقب منك السلام
علبة السجائر تزيح الجريدة
عن ناظريك المنكسرين
تمنحك لفافة الأحلام
وتندس بين شفتيك رغبة
تكاد تكون نشوة وابتسام
وانت هناك حيث دوما تكون
تسترق النظر حواليك
لا أحد يجالسك غير الأوهام
صمت رهيب يداهمك بلا استئذان
السيارات تسير بلا محركات
وقع الأقدام الضالة اختفى و نام
وانت مستكين تداعب خدك البارد
غارق في وحل الانفصام
تلك الأشجار الجامدة
تسرق الأشعة وتلعن الظلال
كل شيء في المقهى على مايرام
تمر الدقاق و تنقرض السجائر
يخلفها الدخان بكثافة كالغمام
تضيع السمراء بين الرشفات
تترك بصمة في قاع الفنجان
وانت ساكن تنتظر الظلام
يستسلم ذهنك الميت
ويمنح الأصوات إشارة الانطلاق
والأذن تلتقط الفوضى باستسلام
يمتلأ المقهى بضجيج و زحام
كراسي تمازح الحضيض
و نعال ترقص وقهقهات وكلام
تحاسب النادل مكرها وتودع المكان
ترحل وحيدا كما جئت
فالمقهى لا يوافق دنيا الظلام
الموعد غدا مع طلوع الشمس
تستعيد طاولتك و معها السلام
سامر برقيو
تعليقات
إرسال تعليق