غربة *** طاهر الذوادي ~

 **** غربة ****

كم سفرا لك
لم تحضنه السماء
يحاصرك أين كنت
كيف تتسلق الهرب
و لا أسوار لسجنك
كم صوتا لك
لم تكتبه الشفاه
يختصم فيه صمتك
كيف تسقي برعما
و ماؤك هجين و يدك انكسار
كم موجة يرسلها النزيف لك
لم تسعفها يد الغرق
كيف تعبر الليل
و لا ركح لمسرحك
و لا وسائد تدفىء صدرك
تكنس جرائم صمتك
أغصان الضلوع
كما تكنس الرياح الغبار
كم مشجبا لك يلعق عمرك
كيف تنتظر غدا
و لا خطو لطريقك
و لا وجهة لانطفائك
و لا رماد لنارك
كم نجمة أفلت قبل البزوغ
في رحم الأسماء
لجسدك وتر النايات
فكيف يولد النقيض
لهذا المشيب
على سطحية المحو
سرنا معا
مغتربين منا
مقيدين معا
بسارية الهيكل
شهيدين لغربة الوجوه
على زقاق الرماد
كم بديلا في بحر المغتربين
ينكسه الموج
كيف تنطفئ الغربة
و لا لعينيك سواحل عليها يتكئ
الصهيل
لكهفك فصول الصّحف الأولى
فكيف تسير إليك غابة
مرفوعة على بروج الغيم
في هذا الشعاع
على دفة الرياح
جدّفنا معا
همنا معا
بأجراس السّكون
و رحلنا معا
على بساط الوهم
منتشرين على رقعة الطين
~ طاهر الذوادي ~

تعليقات