قصيدة يا ويح من أفتى .... بقلم الشاعر القدير سليمان شاهين ابو الياس

... ياويحَ من أَفْتى وسَنَّ وسَعّرَ ...

ماظلَّ في الأسواق شيءٌ يُشْتَرَى
      فالجيبُ   خاوٍ   والغلاءُ   تَنَمّرا 
وا حَسْرتاهُ  على الفقيرِ  وحالهِ 
      بدلاً  من الإقدام  عاد  القهقرى 
سِلَعٌ تمادتْ في الغُلوِّ  بسعرها
      ياويحَ مَنْ أفتى  وسَنَّ  وسعَّرا
أنّى يَجيءُ المُعْوِزونَ بِحاجهمْ
       و الحالُ  ساءَ   تَبَدُّلاً   و تَغَيُّرا
فنفُوسُهم تهفو إلى ما أبصروا
       والسّعرُ يَنهرُ  من يَهُمُّ  بما يرى
ما  كلّ  ما يبدو  إليكَ   تطالُهُ 
        كفّاكَ   حتّى  لو  دنا  و تَوَفّرا 
فاللّحمُ  مُرٌّ   و الفواكهُ  فجّةٌ 
     والخَضرواتُ غدتْ سراباً مُبْهِرا
فلقد غلت أسعارها وترفّعَت
      حتّى استحال شراؤها وتعذّرا
والخبزُ، حتّى الخبزُ صار رغيفُه  
       صعبَ المنال  و دربُه  مُتَوعّرا
فالسّعرُ صار مُضَخَّما ومُكَبَّراً  
   والحجم صار مُصَرْصَراً ومُصَغّرا
زعموا بأنّ الخبزَ  خَطٌّ  أحمرٌ
    يا ليتَ شعري هل  تَبَقّى  أحمرا
أمّاالثّياب فلا تَسَلْ عن سعرها
     رَقّعْ  فَدَيتُكَ  ما تمزّقَ  و اهْتَرا
فالسّعرُ غالٍ والنقودُ رخيصةٌ
      والمالُ في أدنى الطعام تبعثرا
والكهرباءُ   تقطّعت  أوصالُها 
       مَنْ  شامَها  حَمَدَ  الإلهَ  وكَبّرا
و لَئِنْ   أتتنا   مَرّةً    بِزيارةٍ 
       ترجعْ على عَجَلِِ  ولن تتأخَّرا
والماءُ قلَّ مَجيئُهُ  فَأشَاقنا 
        جَرَيانُهُ  هذا  إذا  يوما  جرى
يا ليته للشّرب يصلحُ إنْ أتى
       لكنْ  على شُحٍّ  يجيءُ  مُكَدَّرا
والغاز قد هجر المنازلَ فاشتكت
     من هَجْرِهِ مُذْ هَمَّ فيه  أو انْبَرى
ورمى الوَقُودُ على النفوس بِعِبْئهِ
     فأتى  أشدَّ  ضراوةً  بل  أخطرا
ما ظلَّ من عَظْمٍ لَنا  إلّا  وقد
    أضحى مَهيضاً واهناً  لن  يُجبرا
قد حاصرونا ثمَّ  إنّهمُ  دَرَوا 
    أنّ الفقيرَ هو الذي  قد  حُوصِرا
فالعدل طأطأ راسَهُ متطامناً
    و الظّلم   ساد    بقوّةٍ    و تأمّرا
فسد الجميع فما ترى من صالحٍ
     -إلّا القليل-  قدِ  استمرَّ   مُوَقَّرا
وتقدّم الصفَّ الفسادُ ولم يَعُدْ
      يُبدي حياءً ، والصّلاحُ   تَأخّرا
لم يبقَ مِنْ أملٍ سوى بَشّارِنا
      فهو  الرّجاءُ  لِمنْ  كبا   وتعثّرا
يا فارسَ الهيجاء انت مُجيرُنا
      من كلِّ  فَظٍّ  قد  عتا  و تَجَبّرا
عقدت  عليك  قلوبُنا  آمالَها 
       فعلى سواك رجاؤها لن يُثمرا
إلّاكَ لن يقوى على ردِّ الاذى
       عنّا وغيرُكَ  لنْ  يكونَ الأقْدرا
-----------
حماه-مصياف-المشرفة
سليمان شاهين/ابو إياس/

تعليقات