تنبؤات عرّافة...
محمد العبودي،،،
لم تعد تلك الحكايات
تؤرقني كثيرًا...
فقد اعتدنا
الأقاويل والروايات
الخيالية المصاحبة للتلفيق
والتفخيم لأجل غاية في نفوس مبدعيها.
في مساء أحد الشتاءات بينما كنت متأملًا
بدخان سگارتي وهو يرتفع ويرتفع على هيئة أشكالٍ
مختلفة حتى استمتعت بذلك فاخذت اُدخن كثيرًا
لا لأجل حاجتي للسگارة،بل لإستمتاعي الكبير وأنا أرسم أشكالًا جميلة من الدخان الرمادي.....
حتى ملأ المكان بتماثيل دخانية منها من يرقص ومنها من يغني ومنها المخيف....!
ياللدهشة!
انى للتماثيل أن ترقصَ وتغني...؟!
اعتزلت العالم الميت...
الأصدقاء الأموات..
الوظيفة الميتة...
الشارع الميت...
الأشجار، الأسواق...
فكل شيء يوحي بالموت....
إلّا تماثيلي الدخانية الجميلة المفعمة بالحياة.
يالها من عوالم لا مثيل لها....!
مفعمة بالروح والحركة
والسعادة......
وذات مساء اتتني العرافةُ المشؤمة،
وهي تضحك ساخرة مني....
مالك وما لهذه التماثيل؟
سيأتي كبيرهم لتشتيتها....
لتعد لرشدك أيها المختل...
حزنت كثيرًا وكأن الأمر صعقة
اذهلتني...
كيف لي أن أعيش بدون أصدقائي
التماثيل.؟
وأيّ رؤية تلك التي أتتني بها تلك العرّافة الملحدة..؟
تبًا لها...
سأحمي تماثيلي...
ولن أسمح لكبيرهم أن يشتتها او يمحها.....
ما هي إلّا عرّافة مختلة العقل مسلوبة الضمير...
أو تريدني أن أترك الأصدقاء لأواجه أعدائي....؟
أو تريد أن أترك الصدق والحقيقة لأعيش في مستنقع الوهم
والخيال...؟
مالها ومالي......؟
سأرفض كل القوانين المجحفة التي تقيّد حريتي في ذلك....
وان تطلّب الأمر سأعلن الثورة على ما يسمونهم "بنو البشر"
وسأمحيهم من خارطة التكوين وسأحطم قوانينهم
التي خالفت قوانين عوالمي قوانين الموت والحرب والخراب.
وذات يومٍ سأنتصر وسأحقق السلام.
تعليقات
إرسال تعليق