قصة قصيرة فرصة أخيرة .. بقلم الاستاذ محمد كامل محمد

فرصة أخيرة.. من كتابي(لعبة النهاية) 
رفع عيناه وحدق فى سور المدرسة شاهق الارتفاع، حانت 
َّ الفرصة بانشغال من حوله، تسلّق الحاجز الفاصل، قفز 
مقتحمًا عالم آخر، جال ببصره بين التلاميذ المتناثرين داخل 
المدرسة، ترتفع أصواتهم يرددون دروسهم فى سعادةٍ، تنقل 
برشاقة بين الملاعب والمبانى المدرسية.
يبحث بعناية عن السور المقابل، تسلل دون أن يشعر بوجوده 
أحدٌ، عثر على الجانب الآخر، صعد بخفةٍ إلى قمته، ألقى 
بنفسه على الأرض تاركًا خلفه المدرسة بضجيجها، أثار اندهاشه تجمع جموع غفيرة من البشر، تتراءى أمامه المشاهد  المدمية، يحمل البعضُ الذبائحَ على ظهور سياراتهم، يلتف 
آخرون يتأهبون للذبح، ينقضون بوحشية، تاركين بركًا من 
الدماء الطازجة على الأرض.
يراقب عن كثب ما يدور حوله، يحاول أن ينقض على قطع 
اللحم الملقاة، ينشغل الجميع فى عمل دؤوب، يقفز القط 
البنى الكبير خاطفًا قطعة من اللحم، يهرول بها مبتعدًا عن 
العيون، يركن إلى أحد الزوايا، ينهش اللحم، يلمح وجوده 
رجلٌ ضخمُ الجثة، يطرده من المكان، تسيل دموعه وتتحطم 
أحلامه جميعها، ينقض سريعًا على عظمة صغيرة عندما ابتعد عنه الرجل، يضمها بين فكيه ويرحل مختبئًا حتى لا تراه العيون.
 * * *
محمد كامل محمد
مصر

تعليقات