قصيدة هذا زمن ليس زماني ... بقلم الشاعر القدير د. محمد الإدريسي

هذا زَمَنٌ لَيْسَ زَماني
لَمْ أخْتَرْ قَدَري القَدَرُ اِخْتارَني
زَمَنٌ مَنْ لا يَعْرِفُ لِلْحُبّ مَعاني
و أحْداثٌ لا أَدْري أيْنَ تدْفَعُني
واقِعٌ لا أحْتاجُ إلى مَنْ يُقْنِعُني

لَيْسَ الأمْرُ كِبَري أوْ صِغَرَ سِنِّي
بَلْ تِلْكَ الذِّكْرَياتِ الَّتي تُبْكِيني
حينَ عَلِمْتُ أنَّ لا أحَدَ يَنْتَظِرُني
تَقَلُّباتُ رِياحِ الماضي تُزاحِمُني

نَدَى هَمْسُ الحاضِرِ يُخاطِبُني  
عِنْدَما اِتَّخَذْتُ قَلْبَكَ مَسْكَني
الوُرودُ تَنْثالُ اِنْهِماراً لِتُعانِقُني
على جَسَدِ السُّطورِ دامَ حَناني 
 
مِثْل اِنْبِثَاق دَمٍ كَحَديثِ حُزْني 
الحُروفُ مَعَ قَلَمي سِرُّ خَزْني 
كَلِماتٌ لا يُفْهَمُ مِنْها ما أعْني
نَسيمُ الهَوى حَرَّكَ غُصْنَ شَجَني

قالَتْ كَأنّ مِرْآةَ الهُيامِ أعْمَتْني
عَشِقْتُ مِنْ بَينِهِم مَنْ لا يَهْواني
بَحَثْتُ عَنْ مَنْ في حُبِّهِ يُنافِسُني 
فَاكْتَشَفْتُ أطْرافاً وُجودُها حَيَّرَني

تَمُرُّ سُيولُ العُمْرِ يَبْقى مَنَ أسَرني 
أسَرَ قَلْبي عَدَمُ النِّسْيان أجْبَرَني
فُؤادي هامَ بِه وَجْداً مَن يُدَثِّرُني؟ 
فَأنا الطِفْلَةُ رَيْبُ الزَّمانِ كَسَّرَني

جَمالُ الحَيَاةِ حُبٌّ بِما يَكْفِيني
بِهُدوءِ البالِ عَنِ الضّجَرِ يُغْنِيني
بِالسَّعادَة أُوارِي إلى الأبَدِ أنِيني
مَنْ غَيْرُكَ في زَمَن الظَّلامِ يَحْمِيني

لَيْتَ قَلْبُكَ في الغَرامِ يَتَديَّنُ بِديني
العِشْقُ رغْمَ النَّوى فَأنْتَ قُرَّةُ عَيْني
إنَّما الأحْلامُ تَجِدُها على جَبِيني
فكَيْفَ تَنْسَى مَنِ الحُبَّ عَلَّمَني 

عِبارَةٌ قُلْتَها في القَصِيد أَعْجَبَتْني
كَيْفَ تَعَلَّقَ قَلبي بِهَوًى لا يَعْرِفُني
كَيْفَ أعْشَقُ مَن جريحَةً يُصَنِّفُني
الحُبُّ جُنونٌ و ما أَحَدٌ يُصَدِّقُني

صادَفْتُ مِن النّاس مَنْ خَيَّبَ ظَنّي 
لَكِنَّ غَرامَ مَعْسولِ الوَجْهِ يُشْبِعُني
الرَّبيعُ آتٍ يَوْماً على وُرودِ بُسْتاني
عِنْدَها نَجْمُ حُبِّه العذْرِيِّ سَيَطْلُبُني   
طنجة 29/06/2021
د. محمد الإدريسي

تعليقات