الأنانیة أخطر الثقوب
•••••••••••••••••••••
إن شبَّھنا بیت الزوجیة بمركب لھا دفة و شراع -متمثلان فى الزوجین - ثم علمنا أنه لا فائدة من الدفة بدون الشراع و لا فائدة للشراع بلا دفة . اذن فلا غنى لأحد الزوجین عن الآخر .
أو إن شبھنا الزوجین بالمجدافین لقارب صغیر ، فإذا عمل مجداف واحد دون الآخر دارت القارب حول نفسھا و لم تقطع مسافة للأمام .
كذلك نقول إن كان بیت الزوجیة مركباً أو سفينة فإن أخطر الثقوب التى توشك ان تغرقھا ھى ( الأنانیة ) .
فلا أحد يطيق الآخر إن كان هذا الآخر أنانيا لا يهمه إلا ذاته ، ولا يفعل إلا ما يمليه عليه هواه :
وآفة العقل الهوى فمن علا
على هواهُ عقلُه فقد نجا
صور النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أروع تصوير حين قال : مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا .
كذلك البيت كالسفينة لايحق لفردٍ الإفساد فيه مهما كانت المزاعم والحجج ، ولا يحق لفرد أن يفضل مصلحته الشخصية داخل البيت فتضيع حقوق الآخرين فيه ،
وكيفَ يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ
إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
والحقوق في البيت كثيرة ، منها المادي كالمساواة في الطعام والشراب والملبس ، ومنها المعنوي كآداب الحوار والمعاملات ومراعاة الخواطر والأحاسيس للكبير والصغير بالبيت .
ومن يحافظ على هذه الحقوق فإن نفسه طيبة تحب الخير ، فهو ممن قال فيهم النبي : الخير فيَّ وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة فهنيئا له .
ومن لم يحافظ على هذه الحقوق ، فإن نفسه خبيثة تبتغي الشر ، فواعقباه الوخيمة .
والنفس من خيرها في خير عافية
والنفس من شرها في مرتعٍ وخمِ
فالفرق شاسع بين امرأة وامرأة ،
بين امرأة تهتم فقط بصورتها وزينتها بين الناس وتضمن لنفسها الحقوق قبل الجميع ،
وبين امرأة تصب اهتمامها على بيتها وزوجها وأولادها صبا .
وفرق شاسع بين رجل ورجل ،
بين رجل يهتم بطعامه هو وشرابه فقط ،
وبين رجل مشغول بإشباع أهل بيته وتدبير شئونهم .
وفرق شاسع إذن بين بيت كهذا وبيت كذاك .
قالوا (الأناني لا يرى إلا نفسه ، ولا يسمع إلا نفسه ، ولا يقتل إلا نفسه ) .
وقالوا : ( قفص الأنانية لا يسع إلا صاحبه )
فمثله لن يجد معه في النهاية رفيق .
وللشخص الأناني صفات جلية واضحة :
١-يُقحم نفسه في كل موضوع يُطرح أو يثار ، ولا يدع كلاما إلا ويقتحمه قائلا أنا أنا .
٢-لا يرضي بالقليل من النعم ، بل يريد كل شيئ ، غافلا عن أن النعمة في الدنيا لاتكتمل ابدا :
لكل شيئ إذا ماتم نقصان
فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسان
وهو لا يعلم أن الغِنى كل الغنى في القناعة :
ما كل ما فوق البسيطة كافيا
فإذا اقتنعت فكل شيئ كافي
٣-سريع الغضب ، يخاصم من لا يواسيه ويحايله ، ولا يلتمس أعذارا للناس .
إن كنت في كل الأمور معاتبا
فلن تجد يوما من تعاتبه
والأناني رغم كل ذلك ضعيف ووحيد ، فالأنانية كما يقال سراب الضعفاء .
أيها الزوجان ابتعدا عن سراب الأنانية ، وحققا في بيتكما التآلف والأمان ولو كان ذلك بشيئ من التعب والإيثار ، لتنالا في النهاية الراحة الكبرى :
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تُنال إلا على جسر من التعب
أيها الزوج ،
اجعل زوجتك تقول عنك في حَكاياها : لكنه طيب ، لكنه حنون ، لكنه كريم .
أيتها الزوجة ،
اجعلي زوجك يقول عنك في حديثه : إنها طيبة ، إنها أصيلة ، إنها أمينة .
أيها الزوجان ،
اجعلا ملائكة الله تدعو لكما في الأرض والسماء .
(مرسي يحيى)
من كتابي/زيجة سعيدة - أسرار السعادة -
--------------------------------------
رباعية اليوم
••••••••••••
★مالك كدا متسلطنه معاك الحياه
والضحك ساعة الحظ يامحلاه
أكيد ناسي ف عز السلطنه
يوم الوجع والآه
(مرسي يحيى)
تعليقات
إرسال تعليق