من كتاب زيجة سعيدة .. بقلم الأديب مرسي يحيى

الأنانیة أخطر الثقوب 
•••••••••••••••••••••

إن شبَّھنا بیت الزوجیة بمركب لھا دفة و شراع -متمثلان فى الزوجین - ثم علمنا أنه لا فائدة من الدفة بدون الشراع و لا فائدة للشراع بلا دفة . اذن فلا غنى لأحد الزوجین عن الآخر .

أو إن شبھنا الزوجین بالمجدافین لقارب صغیر ، فإذا عمل مجداف واحد دون الآخر دارت القارب حول نفسھا و لم تقطع مسافة للأمام .

كذلك نقول إن كان بیت الزوجیة مركباً أو سفينة فإن أخطر الثقوب التى توشك ان تغرقھا ھى ( الأنانیة ) .

فلا أحد يطيق الآخر إن كان هذا الآخر أنانيا لا يهمه إلا ذاته ، ولا يفعل إلا ما يمليه عليه هواه :

وآفة العقل الهوى فمن علا
         على هواهُ عقلُه فقد نجا

صور النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أروع تصوير حين قال : مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا .

كذلك البيت كالسفينة لايحق لفردٍ الإفساد فيه مهما كانت المزاعم والحجج ، ولا يحق لفرد أن يفضل مصلحته الشخصية داخل البيت فتضيع حقوق الآخرين فيه ،

وكيفَ يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ
     إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ 

والحقوق في البيت كثيرة ، منها المادي كالمساواة في الطعام والشراب والملبس ، ومنها المعنوي كآداب الحوار والمعاملات ومراعاة الخواطر والأحاسيس للكبير والصغير بالبيت .

ومن يحافظ على هذه الحقوق فإن نفسه طيبة تحب الخير ، فهو ممن قال فيهم النبي   : الخير فيَّ وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة فهنيئا له .

ومن لم يحافظ على هذه الحقوق ، فإن نفسه خبيثة تبتغي الشر ، فواعقباه الوخيمة .

والنفس من خيرها في خير عافية
والنفس من شرها في مرتعٍ وخمِ

 
فالفرق شاسع بين امرأة وامرأة ،
بين امرأة تهتم فقط بصورتها وزينتها بين الناس وتضمن لنفسها الحقوق قبل الجميع ، 

وبين امرأة  تصب اهتمامها على بيتها وزوجها وأولادها صبا .

وفرق شاسع بين رجل ورجل ،

بين رجل يهتم بطعامه هو وشرابه فقط ، 
وبين رجل مشغول بإشباع أهل بيته وتدبير شئونهم .

وفرق شاسع إذن بين بيت كهذا وبيت كذاك .

قالوا (الأناني لا يرى إلا نفسه ، ولا يسمع إلا نفسه ، ولا يقتل إلا نفسه ) .

وقالوا : ( قفص الأنانية لا يسع إلا صاحبه )
فمثله لن يجد معه في النهاية رفيق .

وللشخص  الأناني صفات جلية واضحة :
١-يُقحم نفسه في كل موضوع يُطرح أو يثار ، ولا يدع كلاما إلا ويقتحمه قائلا أنا أنا .

٢-لا يرضي بالقليل من النعم ، بل يريد كل شيئ ، غافلا عن أن النعمة في الدنيا لاتكتمل ابدا :

لكل شيئ إذا ماتم نقصان
   فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسان

وهو لا يعلم أن الغِنى كل الغنى في القناعة :

ما كل ما فوق البسيطة كافيا
  فإذا اقتنعت فكل شيئ كافي

٣-سريع الغضب ، يخاصم من لا يواسيه ويحايله ، ولا يلتمس أعذارا للناس .

إن كنت في كل الأمور معاتبا
        فلن تجد يوما من تعاتبه

والأناني رغم كل ذلك ضعيف ووحيد ، فالأنانية كما يقال سراب الضعفاء .

أيها الزوجان ابتعدا عن سراب الأنانية ، وحققا في بيتكما التآلف والأمان ولو كان ذلك بشيئ من التعب والإيثار ، لتنالا في النهاية الراحة الكبرى :

بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها    تُنال إلا على جسر من التعب

أيها الزوج ، 
اجعل زوجتك تقول عنك في حَكاياها : لكنه طيب ، لكنه حنون ، لكنه كريم .

أيتها الزوجة ، 
اجعلي زوجك يقول عنك في حديثه : إنها  طيبة ، إنها أصيلة ، إنها أمينة .

أيها الزوجان ،
اجعلا ملائكة الله تدعو لكما في الأرض والسماء .

(مرسي يحيى)
من كتابي/زيجة سعيدة - أسرار السعادة -
--------------------------------------

رباعية اليوم
••••••••••••

★مالك كدا متسلطنه معاك الحياه
والضحك ساعة الحظ يامحلاه
أكيد ناسي ف عز السلطنه
يوم الوجع والآه

(مرسي يحيى)

تعليقات