قصيدة البؤساء ... بقلم الشاعر القدير بسام الأسبر

(البؤساء)
لم يُجدِ صوتٌ لاهفٌ وصياحُ 
وكأنّما صوتُ البئيسِ نُباحُ 

ثَقُلَتْ على البؤساءِ في وطنِ العنا 
كفُّ الشقاءِ وضاقت الأرواحُ 

الحربُ قد حصدتْ نفوساً جمّةً 
والجوعُ فيمن قد نجا صوّاحُ 

إنْ كان ذا قدراً فأيّةُ حكمةٍ 
منها تُفارقُ رأفةٌ وصلاحُ..؟!

أو كان ذا جُرماً ونِيلَ قصاصُهُ 
فالإستتابةُ والرجوعُ رباحُ 

قَستِ الظروفُ وغابَ عن صُنّاعِها 
صوتُ الضميرِ وعمّت الأتراحُ 

إن طالتِ الأعباءُ في أوزارِها 
فالكلُّ عن أوطانهمْ نُزّاحُ..!!

الجرحُ مفتوحٌ على علّاتِهِ 
فمتى يُنظّفُ قيحَهُ الجرّاحُ..؟!

ياأمّةَ الغَفَلِ الجَهولِ لقد خبا 
عقلُ الفطينِ وأبلسَ اللّمّاحُ 

بالأمسِ هيّجت النفوسَ زعانفٌ 
باسمِ الإلهِ وحلّلوا وأباحوا 

واليومَ تُهلكنا المجاعةُ جُملةً 
والبعضُ في أسلابِهِ مُرتاحُ 

ياأهلنا في إدلبٍ وشمالِها 
كُرداً وعُرباً هل يُفيدُ جُناحُ..؟!

الأجنبيُّ غزا البلادَ لِنفعِهِ 
ألعلَّ كيدَ الغاصبينَ مِزاحُ..!!!

هل يستقيمُ مع الخصومِ وئامُكُمْ 
هيهاتَ تُشفقُ في الشراعِ رياحُ..!!

عودوا لِلُحمةِ شعبنا وفخارنا 
إنَّ التلاحمَ في الخطوبِ فلاحُ 

بالوعي تلتامُ النفوسُ وجرحُها 
جهلُ المخلرجِ فيصلٌ ذبّاحُ 

عودوا لدورةِ عيشنا ورخائِنا 
في موطنٍ أخنتْ به الأرزاحُ 

وطنٌ يكادُ الحيفُ يقصمُ ظهرَهُ 
ويهدُّ من أركانِهِ ويُطاحُ 

عجباً لأقدمِ موطنٍ فوق الثرى 
باتتْ به تستوطنُ الأشباحُ..!!!

يا قائدَ الوطنِ المرجّبِ حيثما 
جَنَتِ المكائدُ وابتلى السفّاحُ 

قلّمتَ أظفارَ  الذئابِ بِحكمةٍ 
ليتَ احتسابَكَ للفسادِ يُتاحُ 

الفقرُ غولٌ يستبيحُ معاشنا 
هل في يمينِكَ للغَشومِ سلاحُ..؟

شعبٌ أناطَ بكاهليكَ همومَهُ 
ولكلِّ بابِ ملمّةٍ مفتاحُ 

ياسيّدي نزفتْ نسورُكَ ريشَها 
ماعادَ يقوى للوثوبِ جَناحُ 

شَخَصَتْ بصائرُهُمْ إليك لتبتكرْ 
فرجاً فوهجُ أنينِهمْ مُلتاحُ 

خَرَمَتْ بصيرتُكَ الصروفَ صعيبةً 
وإليك يوكلُ زخمَهُ الإصلاحُ 

قُدتَ السفينةَ والرياحُ عصوفةٌ 
والشعبُ يؤمنُ أنّكَ الجحجاحُ 

شطّطْ سفينَكَ موثقاً مرساتَها 
حصنَ الموانىءِ أيّها الملّاحُ 

وتدبّر الأمرَ الضَنوكَ كعهدِكَ 
فالعوزُ فتّاكٌ بنا تمساحُ 

ولك سلامُ الشعبِ من حوبائِهِ 
وعليكَ منه نرجسٌ وأقاحُ 

شعر:         بسام الأسبر                 22/6/2021

تعليقات