وقفات مع قصة الخضر ... بقلم الشاعر محمد احمد الرازحي

وقفات مع قصة الخضر 
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بسم الله والحمد لله والصلاة
 على رسول الله
◆الوقفة الاولى.. 
اختلف أهل العلم في الخضر هل هو نبي أم عبدصالح حكيم  والقول الراجح أنه نبي والدليل ما ورد في آخر قصته مع نبي الله موسى في سورة الكهف في قول الله تعالى إخبارا عنه (ومافعلته عن أمري ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا) هذا يبين أن مافعله الخضر من خرق للسفينة وقتل للغلام وإعادة بناء الجدار كان بأمر الله للخضر وحياً من الله له بذلك..
◆الوقفة الثانية
الحكمة من إيراد القصة
هو إبراز علم القدر الخفي 
الذي هو فوق طاقة القدرات العقلية البشرية فلا نستطيع بالعلم البشري أن نفسر أحداث القدر التي تمر علينا بالشكل الصحيح ونصبر عليها،
لأن القدر أحداثه مبنية على نتائج تكون الصورة لنا فيها غير كاملة الوضوح أو غائبة تماما عن أذهاننا لذلك لانفهما بالشكل الصحيح وتكون ردود افعالنا 
مع تلك الأقدار والأحداث خاطئة كما كانت ردود أفعال نبي الله موسى على الخضر وأسئلته الإعتراضية الإستنكارية له في خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار،،
فسيدنا موسى بعلمه البشري رأها جرائم ولكن الأمر خلاف ذلك بعلم القدر الذي اطلعه الله على الخضر في هذه المواقف الثلاثة والغاية من ذلك كي يعلمنا  الله كيف تكون ردود أفعالنا مع الأقدار 
◇فقدر نراه شرا بعلمنا البشري القاصر ثم يكشف الله لنا سر ذلك بحدث آخر  فنراه أنه كان خيرا كما حدث لأصحاب السفينة..
◇وقد نراه شرا وفي باطنة الخير لكن لا ندرك ذلك ولا نعلمه إلا يوم القيامة 
كما حدث لأبوي الغلام الذي قتله الخضر بأمر الله رحمة بوالديه لما كان سيرهقهما من الطغيان  والكفر..
◇وقدر آخر  هو مايسوق الله لك من خير ومايصرفه عنك من شر بلطفه الخفي ولا تعلمه أنت قال تعالى:  (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) 
 وهذا ماظهر لنا في بناء الجدار فلم يعلما الغلامان شيئا عن الجدار أنه كان سينهد و مافعله الخضر فيه كي يصل إليهم هذا الكنز رحمة من الله بهم..
 مما سبق تتضح لنا الصورة كيف يمكن أن نفهم أقدار الله علينا وحتما ستكون ردود أفعالنا أفضل ويمكننا القيام  بالصبر الواجب عليها بل والرضا بها ويذهب عنا السخط والإعتراض عليها..
. ◆الوقفة الثالثة
أن الله يحفظك بإيمانك أنت من الشر الذي قدر عليك ويصرفه عنك فقد صرف شر الغلام عن أبويه لإيمانهما 
(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين )
وقد يسوق لك الرزق والخير بفضل صلاح آبائك واستقامتهم ولو كان الجد السابع منهم كما ورد في بعض التفاسير أن الأب الصالح للغلامين كان الجد السابع
◆ وهذا يقودنا إلى وقفة
أخيرة هامة وهي أنه  بصلاحك واستقامتك وبفعلك الخير أو بعصيانك واعوجاجك و بفعلك الشر فأنك تؤثر على 
حياة الآخرين وسعادتهم 
تأثيرا مباشرا محسوسا عند مباشرتك للطاعات وفعل الخير أو مباشرتك للمعاصي وفعل الشر،
أو بشكل غير مباشر لتأثير 
إستقامتك وعصيانك وفعلك للخير أوللشر على جلب الخير أو جلب الشر على أقربائك ومن حولك من البشر ولو بعد موتك وهذه فائدة دقيقة مستوحاة من حفظ الله للرزق للغلامين بسبب صلاح أبيهما .. 
لذلك علينا أن نريح قلوبنا 
من البحث عن تفسيرات للقدر ونرضى ونسلم بماحكم الله علينا وقضاه من أقدار 
ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ..

  كل التحية لكم 
 محمد أحمد الرازحي

تعليقات