قِنْدِيل اللَّيَالِي
= = = = = =
فِي سَاعَةٍ الْأَسْحَار
وَفِي أَغْوَارٌ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَالظَّنّ غَدَّارٌ
هَاج فِي الرُّوحِ تَذْكَار
فَمَرَرْت بأوهامي وَأَنَا تتناقلني الْأَفْكَار
مُثَقَّلًا بِالْهُمُوم عَلَى إِطْلالٌ تِلْكَ الدِّيَارِ
وُجِدَت مَكَانًا أَبَى أَنْ يَنْتَمِي للأندثار
كُنَّا جَلَسْنَا فِيهِ سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ
رَأَيْت كَلِمَة كَتَبْنَاهَا مَعًا عَلَى وَرِقٍ الْأَشْجَار
جَار الْخَرِيف وَجَفَّت الْأَمْطَار
وَمَا أخافها مِنْه قَحْطٍ أَوْ ارعبها أَعْصَارٌ
سَقَطَت كُلّ الْأَوْرَاقِ إلَّا هِيَ بقت تُحْمَلُ الْآثَارُ
تَحَامَلْت عَلَيْهَا غَيْرُهُ بَسَاتِين الْوَرْد وَالْأَزْهَار
ياخوف رُوحِي مِن قَسْوَة الاقدار
تَرَكْنَا قُلُوبِنَا الحالمة عَلَى عُتْبَةَ ذَلِكَ الدَّارِ
حَفَرْنَا اسمينا بلهفة لِقَاء كُلُّه طَيَّب وَوَقَار
نغفو سُكَارَى باقداح اللهفة نثمل كالفجار
الْأَرْوَاح صَارَت كهشيم تَسْرِي بِهِ النَّارَ
قَصُرَت سَاعَات السَّهَر طَالَ عَلَيَّ الِانْتِظَار
غَفَلْت عُيُون الْخَلْق وعميت مِنِّي الأَنْظَار
تَرَكْتَنَا النُّجُوم بِكُلّ هَيْبَة وَخِفْت ضَوْء الْأَقْمَار
عُشَّاق نَحْن مَشَيْنَا دربنا بِكُلّ عَزّ وَفَخَّارٌ
آيَتِهَا الرَّاحِلَة خَلْف وَجَعِي ماالذي جَرَى وَصَار ؟
لَم تركتيني اعاني أَلَمِ النَّوَى والأندحار ؟
قررتي الرَّحِيل وعشقتي الْفِرَار
لَم قِنْدِيل اللَّيَالِي أَمْسَى معتماً وَهَجَر الْأَنْوَار
صَار مستوحشا وَحِيدًا يُعَانِي الانحدار
مركبنا باهِتَةٌ أَلْوَانِه وَا أَسَفِي قَدْ ضَلَلْنَا المسار
كَيْف اِنْدَحَر الْوَفَاء وَرَمَيْنَاه إلَى الِانْكِسَار
أَيَّ جُرْأَةٍ عِنْدَك لتمزقي سجلنا بِيَدَيْك وَالْأَظْفَار
كَيْف تجرأتي عَلَى الْجَفَا والانكار
إلَى مَنْ أَلْجَأ مِن عذاباتي إِلَى لَيْلٍ طَوِيلٌ غَدَّارٌ
أَمْ إلَى سَاعَات وَحْدَتِي وعتمة الْأَسْحَار
ساختلي بِلَهِيب الْفِرَاق ولتصهر رُوحِي النَّار
عِنْد شاطيء أَنْفَاسِك تَمَنَّيْتُ أَنَّ تَنْتَهِيَ الْأَعْمَار
أَوْهَم النَّفْسِ أَنَّك بَاق لَكِنَّك اغرقتني بِالْأَعْذَار
اغْتَرَفَ مِنْ بَحْرٍ الْأَسَى كَذَّبَه الصَّبْر وَالِانْتِصَار
لِعَلِيّ اكبت دَمْعٌ عَيْنِي الَّذِي صَارَ شَلاَّلا مِدْرار
الْحِكْمَة هُزِمْت وَاعْتَلَى صَدْرِهَا كَاذِبٌ ثَرْثَارٌ
هَل تَنْتَظِرُ أَنْ تَرَى قَبْرِي لتجعله لَك مَزار
سامحك اللّهُ رَبّي ذُو الرَّحْمَةِ الْغَفَّار . . . . . . .
بقلمي . . . . مُحَمَّد الباشا/العراق
تعليقات
إرسال تعليق